انطلقت صباح اليوم السبت 14 جوان 2025، بالعاصمة تونس، فعاليات مؤتمر “الصحة الواحدة” لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي تحتضنه الأكاديمية الدبلوماسية الدولية، بتنظيم من الحكومة التونسية، وبالشراكة مع كل من البنك الدولي، ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، ومنظمة الأغذية والزراعة (FAO)، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان (WOAH). ويأتي هذا المؤتمر في سياق إقليمي ودولي متسارع تتزايد فيه الحاجة إلى تنسيق الجهود الصحية والبيئية لمواجهة التحديات المشتركة.
كلمات افتتاحية بمشاركة وزراء وممثلين عن منظمات دولية
تميز اليوم الأول من المؤتمر بحضور رسمي رفيع المستوى، افتتحه وزراء من الحكومة التونسية، وهم وزير الصحة الدكتور مصطفى الفرجاني، ووزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عز الدين بن الشيخ، ووزير البيئة حبيب عبيد، الذين شددوا في كلماتهم على أهمية اعتماد نهج “الصحة الواحدة” في السياسات العمومية باعتباره مقاربة متكاملة تجمع بين صحة الإنسان، وصحة الحيوان، وسلامة البيئة.
وقد عرف المؤتمر مداخلات لعدد من الشخصيات الدولية البارزة، من بينهم الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، والدكتورة إيمانويل سوبيران المديرة العامة للمنظمة العالمية لصحة الحيوان، إلى جانب الدكتور أحمدو مصطفى نداي المدير الإقليمي للبنك الدولي، وحكيم الواعر المدير الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة، والدكتورة حنان بلخي ممثلة منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، والدكتور عبد المجيد حداد عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وغيرهم من ممثلي المنظمات الشريكة.
محاور المؤتمر: من التمويل إلى الميدان
وقد خُصصت جلسات اليوم الأول لاستعراض الأسس النظرية والعملية لنهج “الصحة الواحدة”، إضافة إلى تقديم نماذج وتجارب ميدانية من دول المنطقة في التعامل مع الأوبئة والأمراض المشتركة. كما تم التطرق إلى آليات التمويل والدعم الفني الممكن تعبئته من المؤسسات الدولية، بحضور خبراء في الصحة العامة، والطب البيطري، والبيئة، من بينهم الدكتورة إخلاص حيلات، والدكتورة أمينة بن يحيى، والدكتورة بريا باسو، والدكتور ديفيد ويلسون، والدكتورة نصاف بن علية، والدكتور باولو تيزاني، والدكتور محمد بن قُومي.
اليوم الثاني: تحديات اللقاحات والمناعة ومسار المستقبل
ومن المرتقب أن يتواصل المؤتمر خلال يومه الثاني، حيث من المنتظر أن يفتتح بكلمات لكل من الدكتور عبد الرزاق بوزويتة، المدير العام للصحة بوزارة الصحة التونسية، والدكتور الهاشمي لوزير، المدير العام السابق لمعهد باستور تونس ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر. وسيتضمن برنامج اليوم الثاني جلسات حول سبل تعزيز المناعة في إطار نهج الصحة الواحدة، من خلال نقاش حول آليات التطعيم، وسلاسل التبريد، بمشاركة الدكتورة ماريا إلينا بوتاتسي، والدكتورة يسر علوش.
كما ستعقد جلسة تفاعلية لتقديم تطبيقات وطنية وإقليمية لنهج “الصحة الواحدة”، إلى جانب حوار ختامي حول الدعم المؤسسي المنتظر من الرباعية الدولية والبنك الدولي لتفعيل هذا النهج في بلدان المنطقة. ويُختتم المؤتمر بإطلاق “مجتمع الممارسين لصحة واحدة” بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهي مبادرة تهدف إلى تأطير وتنسيق جهود الفاعلين في هذا المجال، تحت إشراف الدكتورة سينا حاج عمر، مديرة التعاون الدولي بوزارة الصحة.
بهذا الحدث، تؤكد تونس مرة أخرى موقعها كمنصة للحوار الإقليمي والدولي حول القضايا الحيوية، وتضع الصحة والبيئة ضمن أولويات السياسات التنموية، في إطار رؤية مندمجة لمستقبل مستدام وآمن صحيا وبيئيا للجميع.
أميمة زرواني