على ركح مهرجان قرطاج الدولي تبدت تعبيرات فنية مختلفة خلقتها الفرقتان الموسيقيتان “برزخ” و”قرطاغودز” في عرض تعالت فيه موسيقى الميتال والروم لتعانق نغماتها آخر قرطاج..
والعرض المشترك الذي جمع الفرقتين استلهم الكثير من اسميهما، فقد بدا ركحا قرطاج برزخا بين عالمين حيث صارت الموسيقى آلهة على إيقاع توقف الزمن مع أولى الصرخات التي سرت في صفوف الجمهور.
عرض ملهم للفرقتين اللتين تمايزتا في الساحة الموسيقية التونسية من خلال خلق مساحة أخرى للميتال والروك مع هالة تونسية تبدت في تفاصيل الكلمات والألحان والأداء المشحون بالحرية والحماسة والرغبة في خلق سبل أخرى تقطع مع السائد والمألوف.
نفحات ملحمية تجلت على ركح قرطاج أوجدها أعضاء الفرقتين وتصاعدت فيها موسيقى قرطاغوز الصلبة والقوية والمفعمة بالنشاط مع مسحة من الشاعرية التي تراود عشاق الميتال في تونس وأبعد من حدودها.
فهذه المجموعة الموسيقية تبوأت مكانتها في ساحة الروك التونسية وهاهي تتقدم بخطى ثابتة وتفتك مواعيد في مهرجانات عريقة لتكون البداية مع مهرجان قرطاج الدولي ثم مهرجان ميتال دايز 2023 في سلوفينيا في 2 أوت ومهرجان موتوكولتور في فرنسا في 18 أوت.
وأما “برزخ” فقدت خلقت فضاء موسيقيا فريدا تتماهى فيه النغمات الغربية والإيقاعات الشرقية وتتلاشى على إيقاعها الحدود وتصبح الموسيقى لغة كونية تتشرع معها أبواب الخيال.
وهذه المجموعة التي شدت الجمهور في الدورة الماضية لأيام قرطاج الموسيقية تعتلي ركح قرطاج لتوشحه بالشغف والطاقة الكاملة في مشروعها تماما كمجموعة قرطاغودز في عرض غير نمطي يقوم على تصور واضح وبحث عميق.
ليلة مختلفة على ركح قرطاج تناثرت فيها حكايات فنانين شباب يدينون بدين الاختلاف والفرادة ويلوذون إلى الفن ويتخذونه ميناء سلام يحاكي رغبتهم في الانعتاق من القيود وكسر كل الأغلال.
مشروعان موسيقيان يعيدان صياغة الواقع على طريقتهما ويخلقان سبلا أخرى لا تتقاطع مع اليأس والإحباط تستبطن الوجع والخيبات والصواب والعقبات وتنسج منها خيوط الثورة والتغيير والأمل.