نظّمت منصة med.tn مساء الأربعاء 28 ماي 2025 مائدة مستديرة بنزل بالعاصمة، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين، الذي يوافق 31 ماي من كل عام. وتمحورت هذه الدائرة حول التدخين والإدمان، بمشاركة مختصين في الطب وعلم النفس، لتشخيص الظاهرة واقتراح سبل للوقاية.
شارك في تأثيث اللقاء كل من الدكتور ذاكر لهيذب، أخصائي أمراض القلب والشرايين والأخصائي النفسي أنس العويني،حيث قدّم الدكتور لهيذب مداخلة علمية سلط فيها الضوء على الأضرار الصحية الجسيمة للتدخين، مشيرا إلى أن التدخين يُعدّ من بين الأسباب الرئيسية للوفاة في تونس، حيث يحتل المرتبة الثانية ضمن مسبّبات الوفاة. وأكد أن نسبة المدخنين بين الكهول تتراوح بين 30 و35%، وهي نسبة مرتفعة تعكس خطورة الوضع، خاصة أن 50% من المرضى الذين تعرضوا لجلطات قلبية أو دماغية، أو يعانون من ارتفاع ضغط الدم، هم من المدخنين.
وأضاف الدكتور لهيذب في تصريح لرياليتي أونلاين أنه يُسجَّل سنويا قرابة 8 ملايين وفاة حول العالم بسبب التدخين، من بينها مليون ونصف تعود إلى التدخين السلبي، وفق المعطيات الطبية، مثل حالات وفاة نساء أو أطفال بسبب تدخين الزوج أو أحد أفراد الأسرة. كما نبّه إلى أن نسبة التدخين لدى النساء التونسيات تبلغ حوالي 1.8%، وهي نسبة تُعتبر مرتفعة مقارنة بدول الجوار، في حين يشهد التدخين انتشارا مقلقا في صفوف الشباب.
من جانبه، اعتبر الأخصائي النفسي أنس العويني أنّ التدخين هو في الأساس مرض نفسي، وليس فقط عضويًا، ويُدرج ضمن أمراض الإدمان التي تتطلب تدخلا نفسيا إلى جانب العلاجات البديلة للنيكوتين. وأكد في تصريح لريالتي أونلاين أن الإقلاع عن التدخين يحتاج إلى وعي داخلي من الشخص، وإصرار حقيقي على الشفاء، مشددًا على أن التدخين يؤدي إلى اضطرابات سلوكية وقلق في حال عدم توفر السيجارة، كما يؤثر سلبًا على الراحة النفسية والجنسية للمدخن، حيث يضعف الانتصاب ويؤثر على جودة العلاقة الحميمة.
وتأتي هذه المبادرة في وقت تتزايد فيه التحديات أمام قطاع الصحة العمومية في تونس، وسط مؤشرات تؤكد استفحال ظاهرة الإدمان على التبغ والمواد الأخرى، ما يفرض ضرورة مضاعفة جهود الوقاية والتحسيس، خاصة لدى الفئات الشابة.
أميمة زرواني