يستمر فيلم “بنات ألفة” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية في حصد الجوائز، إذ فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي في حفل توزيع جوائز سيزار في دورته التاسعة والأربعين.
و”بنات ألفة” وثائقي روائي يروي قصة حقيقية لامرأة تونسية تدعى “ألفة” اقتحم التطرف بيتها واختطف منها بنتين، مصيرها مجهول تماما كما بنتيها الأخريين. رحلة مُفعمة بالحميمية، بالأمل، بالتمرد، والعنف والتسامح.
وفي هذا الفيلم الذي يتماهى فيه الذاتي بالموضوعي ويخوض فيه الممثلون تجربة أدائية مختلفة لا يوارون فيها مواقفهم الحقيقية ويتأرجحون بين التمثيل والواقع.
وقد اعتمدت المخرجة كوثر بن هنية على الممثلتين إشراق مطر ونور القروي لأداء مشاهد تصويرية للبنتين الغائبتين في مساحة يختلط فيها الذاتي بالموضوعي وتتنقل فيها الممثلتان بين تعبيراتهما وتعبيرات الشخصيات وهو ما يسري أيضا على الممثلة هند صبري والممثل مجد مستورة في تفاعلهما مع الشخصيات الحقيقية “ألفة” وبنتيها.
هذا الفيلم يشرح حالة واقعية تعكس آثار التطرف على عائلة، تنثر بعض أسباب اقتحامه لها وتستنطق وجع أفرادها وتبسط ما يختلج بصدر “ألفة” وبناتها من وجع وهواجس وآمال وأحلام.
وفيما يظل مصير بنتين مجهولا يترقب الانفراج، تأتي السينما لتنير سبيل البنتين الأخريين وتحملهما من الظل إلى عوالم المهرجانات حيث تصافحان وجوها كثيرة قد تنسيهما وجه التطرف القبيح وتطمس أثره من حياتهما!
يشار إلى أن فيلم بنات ألفة قد ترشح للقائمة النهائية في جائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي في قائمة تضم أربعة أفلام أخرى، كما تحصل على جائزة الشرق لأفضل فيلم وثائقي في مهرجان البحر الاحمر، وجائزة أفضل فيلم وثائقي بمهرجان جوثام الدولي بالإضافة إلى جائزتين من مهرجان كان.