احتضنت تونس يوم الخميس 10 جويلية 2025 فعاليات المنتدى الاقتصادي التونسي الإماراتي تحت شعار “بعد ثان”، بحضور وزيري التجارة وتنمية الصادرات، سمير عبيد، ووزير السياحة والصناعات التقليدية، سفيان تقية، إلى جانب وزير الاقتصاد الإماراتي، عبدالله بن طوق المري، وعدد من الفاعلين الاقتصاديين من البلدين.
ويأتي هذا المنتدى ليعكس حرص الطرفين على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية، وتطوير مجالات الشراكة في القطاعات الواعدة، وعلى رأسها الصناعات الغذائية. وقد حضر المنتدى أيضا سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة بتونس، إيمان أحمد السلامي، ورئيسة الهيئة التونسية للاستثمار، نامية العيادي، وعدد من رجال الأعمال والمستثمرين التونسيين والإماراتيين.
في كلمته الافتتاحية، أكد وزير التجارة سمير عبيد أن التعاون التجاري يمثل ركيزة حيوية بين تونس والإمارات، مشيرا إلى الإمكانيات الكبيرة التي تتيحها الصناعات الغذائية لتعزيز الشراكة بين البلدين، سواء من خلال إقامة مشاريع تحويل صناعي أو التوسع في التبادل التجاري. ولفت إلى أن تونس، بفضل موقعها الاستراتيجي وخبرتها الواسعة في قطاعات الإنتاج الزراعي والتحويل الغذائي، مؤهلة لأن تكون شريكا فاعلا ومصدرا رئيسيا للمنتجات الغذائية عالية الجودة، على غرار زيت الزيتون والتمور والمصبرات، التي أثبتت حضورها القوي في الأسواق الخليجية، وخاصة السوق الإماراتية.
كما شدد الوزير على أهمية دعم آليات التعاون الاقتصادي عبر تسهيل الربط المباشر بين الفاعلين الاقتصاديين، والمشاركة المتبادلة في المعارض والمنتديات المتخصصة، بالإضافة إلى تيسير الإجراءات اللوجستية والجمركية بما يعزز انسياب البضائع وتنوعها.
من جانبه، أكد وزير الاقتصاد والسياحة الإماراتي، عبدالله بن طوق المري، أن تونس تُعد شريكا استراتيجيا لدولة الإمارات، لما توفره من فرص استثمارية واعدة وإمكانيات كبيرة للتكامل الاقتصادي. وأشار إلى أن ارتفاع عدد الشركات التونسية العاملة في السوق الإماراتية يعكس مستوى الانخراط الإيجابي في تطوير العلاقات الثنائية، موضحا أن المنتدى يُنتظم في ظرف يشهد انطلاق مفاوضات من أجل إبرام اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بين البلدين، تتضمن خفضا للرسوم الجمركية، وتيسيرا للتبادل في مجالات الغذاء والزراعة.
وشهد المنتدى تنظيم حلقة نقاش حوارية بين عدد من رجال الأعمال وممثلي الهياكل الاقتصادية التونسية والإماراتية، تم خلالها استعراض فرص الاستثمار وآفاق تطوير التعاون الثنائي في عدد من المجالات الواعدة، لا سيما الصناعات التحويلية والتوزيع الغذائي واللوجستيك.
ويأتي هذا المنتدى في سياق ديناميكية جديدة لتفعيل الشراكة التونسية الإماراتية، استنادا إلى المصالح المشتركة وتكامل القدرات الاقتصادية للبلدين، بما يفتح آفاقا رحبة لمشاريع مستقبلية تسهم في دعم التنمية وتعزيز التموقع التونسي في السوق الخليجية، وتمكين المنتجات الوطنية من اكتساب قيمة مضافة وتوسيع قاعدة التصدير.
أميمة زرواني