بعد أن تم قبول ملف إدراج جزيرة جربة في التراث العالمي لمنظمة اليونسكو شكليا من قبل لجنة التراث العالمي، سيتم التصويت على الملف من قبل الدول المنخرطة في منظمة اليونسكو خلال الدورة الخامسة والأربعين الموسعة للجنة التراث العالمي في العاصمة السعودية الرياض، والمقرر إقامتها خلال الفترة الممتدة من 10 إلى 25 من شهر سبتمبر 2023.
يشار إلى أنه تم اعتماد السعودية رئيسا للجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو -المؤلفة من ممثلي 21 دولة منتخبة من قبل الجمعية العمومية- وهي معنية بدراسة اقتراحات الدول الراغبة في إدراج مواقعها في قائمة التراث العالمي، وفي مساعدة الخبراء لرفع التقارير حول المواقع، وتقديم التقييم النهائي للحسم في قرار إدراج المواقع المقترحة ضمن قائمة التراث العالمي.
وكان ملف تسجيل جزيرة جربة على قائمة التراث العالمي محل اهتمام من قبل رئيس الحكومة أحمد الحشاني في لقاء جمعه السبت الماضي بوزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط، إذ أوصى بضرورة انخراط كل المتدخلين لانجاحه فيما أكدت الوزيرة أنه يتم حاليا حشد التأييد الدولي لهذا الملف.
وبعيدا عن إجراءات إدراج جربة ضمن قائمة التراث العالمي والتي تطلب جهودا، فإن جزيرة الأحلام جديرة بأن تزين هذه القائمة لما تزخر به من معالم متنوعة تشهد على حضارات وديانات وثقافات مختلفة.
جربة التي تأسر قلب من يزورها وتتركه داخله أثرا لا يمحى وكأن في تفاصيلها سحرا ما يشدك إليها ويغويك بالعودة إلى حضنها الدافئ الذي يؤوي في تفاصيله قصصا عن التعايش والتسامح وقبول الاختلاف.
التراث المادي واللامادي في الجزيرة يغويك بالغوص في تفاصيلها خاصة تلك التي تتحسسها بالالتحام بأهلها، “الظلالة” و”الملحفة” غيض من فيض فيما يخص اللباس، الحلي أيضا يروي تعاقب الحضارات، وأما الأكلات فتحتاج إلى فصول للحديث عن سحر طعمها.
مساجد وجوامع ومعالم مختلفة تعكس ثراء المنطقة وتوشح ملف الجزيرة لدى اليونسكو وتعزز حظوظ قبوله من بينها مساجد الشط، ومساجد وجوامع الخط الثاني، ومساجد وجوامع الحوم سيدي سماعن، وسيدي زكري، وسيدي سالم، وسيدي جمور، ومغزال، وبومسور، وتجديت، ومدراجن، وامغار، وقلالة، والشيخ بالقشعيين. الوطي، والفقيرة، وفضلون، والبرداوي، والمثانية، ولحي السلاوتي، وتلاكين، والباسي، وسيدي ياتي وكنيس الغريبة والكنيسة الأرتودوكسية سانت نيكولاي، معالم جعلت من جربة فضاء مختلفا زاخرا بأثر الحضارات على المستويات المعمارية والدينية والثقافية.
وذلك إضافة الى المواقع الريفية وهي تملال، خزرون، وصدغيان، والقشعيين، ووالغ، ومجماج، الحارة الصغيرة، والرياض، وحومة السوق، أماكن لكل منها خصوصياتها التي تحكي الكثير عن تاريخ جربة التي تظافر فيها التراث المادي واللامادي ليجعل منها جزيرة الأحلام.
وإدراج جربة في لائحة التراث العالمي ستترتب عنه انعكاسات إيجابية تجعل من جربة وجهة سياحية غير مناسبتية ويتحول معها رصيدها التراثي والحضاري إلى محمل للترويج للسياحة والثقافة على حد سواء.