أجلت ظهر امس الإثنين 19 ماي 2025 الدائرة المختصة بالنظر في قضايا العدالة الانتقالية ملف أحداث الخبز الى جلسة 22 سبتمبر المقبل وذلك لاستدعاء المنسوب لهم الانتهاك والتحرير على عائلات الضحايا والشهود.
والمنسوب لهم الانتهاك وعددهم 29 لم يحضر عدد منهم في الجلسات السابقة، وقد شهدت الجلسات بعض الاحتجاج من بعض المتضررين بسبب عدم التسريع في الفصل في ملفهم وكان رد رئيسة الدائرة أن سبب ذلك يعود بالأساس إلى عدم استكمال السماع للعديد من المتضررين وكذلك عدم استكمال الاستنطاقات خاصة وأن جل المنسوب لهم الانتهاك لم يستجيبوا لاستدعاءات المحكمة والبطاقات الصادرة في شأنهم لم يتم تنفيذها علاوة على وفاة بعضهم الٱخر ولم ترد مضامين وفاتهم على المحكمة.
وقد انطلقت أحداث انتفاضة الخبز لسنة 1984 من مدينة دوز بالجنوب التونسي بمناسبة السوق الأسبوعية في 29 ديسمبر 1983 في شكل مظاهرات أدت إلى المواجهة بين المتظاهرين وقوات النظام العام، وقد انتشرت المظاهرات لتشمل مدينة قبلي ومدينة سوق الأحد المتجاورتين في اليوم الموالي متخذة طابعا عنيفا بعد أن اتسعت لتشمل مدينة الحامة.
ومع دخول مشروع الزيادة في أسعار العجين ومشتقاته حيز التنفيذ يوم 1 جانفي 1984 شملت الحركة الاحتجاجية مناطق الشمال والوسط الغربي في الكاف والقصرين وتالة وبقية مناطق الجنوب في قفصة وقابس ومدنين، مما استدعى دخول الجيش لهذه المناطق بعد أن سجل عجز قوات النظام العام في الحد من توسع الانتفاضة ومع إعلان وزارة الداخلية يوم 2 جانفي عن سقوط قتلى وجرحى في مناطق قبلي والحامة والقصرين وقفصة، دخلت المنطقة الصناعية بقابس في إضراب شامل ومسيرات كبرى شارك في تنظيمها كل من العمال والطلاب كما التحق طلبة الجامعات والمدارس الثانوية في مدن تونس وصفاقس بالشوارع معبرين عن رفضهم إلغاء الدعم عن العجين ومشتقاته.
وفي يوم 3 جانفي بلغت الانتفاضة أوج أحداثها وباتت المواجهة مفتوحة بين المتظاهرين من ناحية وقوات النظام العام والجيش من ناحية أخرى، وأصبح العنف سيد الموقف فأحرقت المحلات والسيارات والمؤسسات والحافلات في شوارع العاصمة وضواحيها وفي كثير من المدن في الساحل وفي الداخل ونجم عن ذلك إطلاق الرصاص وسقوط مزيد من القتلى والجرحى في صفوف المتظاهرين.