في خطوة غير تقليدية، اختار الفنان التونسي “نوردو” أن يحيد عن المعتاد ويصافح جمهوره بطريقة مغايرة للسائد والمألوف فقد أطلق ألبومه الجديد “كوتينغا” (Cotinga) بعيدا عن نهج الإصدار التدريجي للألبومات.
وإن كان النهج الكلاسيكي يقوم على إطلاق الأغاني تباعا على مدار فترة زمنية، فإن “نوردو” اختار أن يصدر الألبوم كاملاً في يوم واحد بست أغاني وستة فيديوهات موسيقية لتكثيف التجربة السمعية.
خطوة مقدامة وجريئة اتخذها “نوردو” ليشكل تجربة فنية شاملة تتمرد على القيود المفروضة من نظم صناعة الموسيقى في العصر الراهن ويضع لبنة أخرى في مسيرة فنان يراكم التجارب ليخلق لنفسه نهجا خاصا به.
و”كوتينغا” ليس مجرد ألبوم موسيقي تقليدي بل هو تجربة سمعية وبصرية متعددة الأبعاد يمتزج فيه أسلوب “نوردو” المختلف مع تنوع موسيقي لافت يشمل الراب، والتراب، والريغيتون، والفلامنكو، والإيقاعات اللاتينية، بالإضافة إلى مقاطع أكوستيك بسيطة.
وفي هذا الألبوم تتجلى هذا قدرة “نوردو” على مزج الأنماط الموسيقية المختلفة بأسلوب يعكس تأثره العميق بالثقافات المتنوعة حوله ورغبته في أن يكون هذا العمل تعبيرة عن نفسه بشكل صادق وغير تقليدي.
والأمر هنا لا يتعلق بنزعة ترفيهية فحسب بل برؤية فنية، إذ تعكس مجموعة الأغاني نظرته للموسيقى مجالا إبداعيا حرا بعيدا عن أي قيود خارجية أو فرضات صناعية قد تتوه رسالة الفنان في ثناياها.
عنوان الألبوم نفسه يحمل دلالة رمزية إذ استلهمه “نوردو” من الطائر الملون الذي يشد الألباب بجماله وألوانه ويعد رمزًا للحرية والحماية ونسج تفاصيله منه ليتحرر من قيود صناعة الموسيقى في الوقت الراهن.
الحرية هي التيمة الرئيسية في الألبوم إذ يتردد صداها في كل جزء منه، سواء في الأغاني أو في الفيديوهات المصاحبة، ف “نوردو” لم يقتصر على تقديم الألبوم بمحتوى موسيقي فقط، بل عززه بالفيديوهات.
ولا تعد الفيديوهات مجرد أداة ترويجية، بل هي جزء لا يتجزأ من العمل الفني فكل فيديو موسيقي يعكس رؤية “نوردو” لسبل دمج الصوت بالصورة لإيصال رسالة معينة.
يساهم كل فيديو في إثراء التجربة الجديدة التي يخوضها “نوردو” عبر المواءمة بين العناصر السمعية والبصرية بطريقة تراودني كل الحواس وتشرع أبواب الذاكرة والخيال.