تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا مقطع فيديو لمجموعة “يوما” يظهر خلافًا حادًا بين المجموعة والصحفيين خلال ندوة صحفية تلت عرضهم في مهرجان صفاقس الدولي في دورته 44.
وبحسب الفيديو المتداول، نشب الخلاف عندما طلب الصحفيون توضيحًا حول مدى صحة المعلومات التي تفيد بأن مجموعة “يوما” رفضت الإدلاء بتصريحات صحفية. اعتبرت المجموعة أن هذا السؤال استفزازي، مما أدى إلى توتر الموقف. وقد تصاعد الخلاف عندما أعربت إحدى الصحفيات عن ضرورة أن ترد الفرقة على الأسئلة، مما دفع الفرقة إلى مغادرة الندوة في أجواء مشحونة.
وانقسمت آراء المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن تصرفات مجموعة “يوما” والصحفيين. فقد دعم بعض الأشخاص تصرفات الفرقة، مشيرين إلى أن تصرف الصحفية لم يكن لائقًا وأنه كان ينبغي لها التحلي بأدنى مستويات الأخلاق. في المقابل، اعتبر آخرون أن تصرف مجموعة “يوما” كان غير لائق تجاه الصحفيين، ويفتقر إلى الاحترافية.
تحليل اتصالي للحادثة
من منظور اتصالي، يتضح أن كلا الطرفين أظهرا تصرفات تفتقر إلى الاحترافية. تشير الباحثة في علوم الإعلام و الاتصال زهرة غربي في كتابها الاتصال الازماتي، إلى أن التوتر بين الأطراف في الأزمات يجب أن يُدار بحذر لتفادي تفاقم الوضع. في سياق الندوات الصحفية، من الضروري أن يتحلى الاتصالي بالاحترافية وضبط النفس لتعزيز صورته ، تقول :” لا يجب أبدا شنّ حرب مع الصحفيين”
يتخذ الفنان خلال الندوات دور الاتصالي عن مشروعه الفني، وفي هذا الصدد يتوجب عليه التحلي بالاحترافية و ضبط النفس لكي لا يقع في صورة من الممكن أن تسى للفرقة.
ويشير الدليل المهني للاتصال الأزمات (Coombs, 2014) إلى أهمية الحفاظ على سلوك إيجابي خلال الأزمات لضمان استمرارية العلاقات الجيدة مع وسائل الإعلام والجمهور. يُعد تقديم اعتذارات أو تفسيرات مهذبة جزءًا من استراتيجيات إدارة الأزمات الفعالة. كما يؤكد “Guide to Crisis Communication” (Fearn-Banks, 2016) على أن احترام الأطراف الأخرى واجب أساسي للحفاظ على سمعة المؤسسات والأفراد.
من جانبها، يجب على وسائل الإعلام التحلي بالمهنية في طرح الأسئلة والامتناع عن التصرفات التي قد تعتبر استفزازية، مما يساهم في تفادي التصعيد وضمان تغطية إعلامية عادلة ومتوازنة.
مريم حكيمي