خميس الخياطي صحفي وناقد مهووس بالسينما وعوالمها ينبش في تاريخها ويلتقط لحظاتها الفارقة ويزين بها مساره المهني الممتد على عقود، مسار مختلف يتميز بأسلوبه المختلف الذي يجمه بين شاعرية اللغة والإلمام بخفايا الفن السابع.
من دراسة علم الاجتماع بالجامعة الفرنسية ونال الدكتوراه فيها و التدريس لسنوات قليلة بجامعة السوربون، إلى عوالم الصحافة والكتابة باللغتين العربية والفرنسية ليراكم تجارب مختلفة جعلته مرجعا وملاذا للباحثين عن أجوبة للأسئلة عن تاريخ السينما.
تجاربه المتنوعة صنعت منه إنسانا وناقدا بروح رحال إذ كان عضوًا بنقابة كتّاب السينما بفرنسا وفي لجنة اختيار الأفلام لأسبوع النقاد بمهرجان كان السينمائي، وعمل لفترة طويلة بإذاعة فرنسا الثقافية وبالقناة التلفزية الفرنسية الثالثة وأدار المكتب الصحفي والاتصالي لمعهد العالم العربي بباريس.
خميس الخياطي الذي كتب كثيرا ورسخ بحبره أحداثا سينمائية ممتدة في الزمن يلقي اليوم بقلمه ويرحل إلى عالم آخر وقد ترك وراءه مجموعة من الكتب باللسانين العربي والفرنسي منها فلسطين والسينما، النقد السينمائي (1982)، عن السينما المصرية (1985)، صلاح أبو سيف (1995)، يائسًا من الصورة (2002)، تسريب الرمل (2006)، أيام قرطاج السينمائية الذاكرة الخصبة (2016).. وغيرها.
قبل رحيله، تحديدا سنة 2022، قدم أرشيفه السمعي البصري إلى المكتبة الوطنية التونسية من أجل صيانته وحفظه للأجيال القادمة، لتنسق المكتبة السينمائية التونسية (السينماتاك)، من أجل مشروع رقمنة حوالي 6 آلاف صورة و200 ساعة من البث التلفزي والإذاعي التي أنجزها طيلة مسيرته الصحفية والثقافية التي امتدت لخمسة عقود.
غادر جسد الخياطي هذا العالم ولكن أثره باق في كتبه وأرشيفه وفي حكايات عائلته وأصدقائه وزملائه وفي كل تلك الصور التي توثق نظرته البعيدة…