دورة جديدة من مهرجان الحمامات الدولي تزداد لعداد الدورات، دورة موشحة بالحنين والذكريات وهي التي تتزامن مع ستينية المهرجان وذكرى تشييد المسرح المحاري أنى يطالع الجمهور عروضا تراوح بين المسرح والموسيقى والكوريغرافيا.
من 05 جويلية إلى 03 أوت 2024، تنتظم الدورة الـ58 من مهرجان الحمامات الدولي ببرنامج فني متنوع تتجلى فيه تلوينات فنية متعددة وتصدح فيه موسيقات وأصوات مختلفة وتتناثر فيه الحكايات الملهمة وتتراءى فيه الشاشات الحالمة.
30 عرضا على امتداد 28 سهرة، من بينها 18 عرضا تونسيا و5 عروض عربية و7 عروض من سائر بلدان العالم، وتنقسم هذه العروض إلى 6 عروض مسرحية وعرض كوريغرافي و11 عرضا موسيقيا تونسيا و11 عرضا موسيقيا أجنبيا.
تلوينات موسيقية مختلفة وخامات متنوعة ولهجات متعددة تتجلى على ركح الحمامات في عروض تصدح فيها أصوات البوب ستار رامي عياش والفنانات كارول سماحة ويسرى محنوش و”تانيا صالح” و”رنين الشعار”.
للعروض الموسيقية التونسية نصيب الأسد من المهرجان إذ يتوشح مسرح الحمامات بتعبيرات فنية متنوعة تلبي تطلعات الجمهور المختلف وتراوح بين الطربي الكلاسيكي والموسيقى التونسية والموسيقى البديلة.
عرض “ماد إن أفريكا” للفنان زياد الزواري وعروض للفنانين مرتضى الفتيتي وألفة بن رمضان وأمينة فاخت وليلى حجيج وسي لمهف والثنائي نور وسليم عرجون، بالإضافة إلى عرض يحتفي بالموسيقى التونسية بقيادة المايسترو محمد الأسود، توليفة من العروض التي تستجيب لذائقات مختلفة.
وعلى ركح الحمامات، سيكون الجمهور، أيضا، على موعد مع مجموعات موسيقية لكل منها حكايتها ومشروعها النابع من بيئتها على غرار مجموعة “لاباس” الجزائرية و”تيناريوين” المالية وهوفرفونيك البلجيكية والثنائي برجر بدوي الذي يجمع سوريا ولبنان.
وفي البرمجة التي تجمع بين الاحتفالي والابداعي، عروض حصرية تتيح لجمهورها اكتشاف فنانين موهوبين من الخارج على غرار الإسباني “خوسيه فرنانديز” (توماتيتو) والإيطالي “دانيلو ريا”.
وفي ما يخص العروض المسرحية فهي تناقش قضايا راهنة وتسائل اليومي من خلال أساليب إخراجية مختلفة تجعل من الركح مساحة للتأويل والنقد والتفكير خارج الصندوق في مسائل تهم البيئة والمقاومة وغيرها من المواضيع.
وفي هذا السياق، قال مدير عام المركز الثقافي الدولي الحمامات ومدير الدورة الثامنة والخمسين لمهرجان الحمامات الدولي، نجيب الكسراوي “وفاء للثوابت والتوجهات اشتغلت الهيئة المديرة على برمجة ثقافية فنية تحاول أن تستوعب مختلف ثقافات العالم مراعية الإمكانيات المادية واللوجستية”.
وأشار الكسراوي إلى أن البرمجة تعطي حيزا هاما للعروض المسرحية والركحية وتنفتح على المحيط المغاربي والعربي والمتوسطي والافريقي، والعالمي.
وترسيخا لثوابت المهرجان تفتتح مسرحية “عطيل وبعد” للمخرج حمادي الوهايبي عن نص لبوكثير دومة وإنتاج المركز الثقافي الدولي بالحمامات لتتجلى في قراءة معاصرة بعد أن افتتحت في نسخة أخرى بعنوان “عطيل” من إخراج المخرج علي بن عياد أول دورة من مهرجان الحمامات الدولي سنة تأسيسه (1964).
وأما الاختتام فسيكون بعمل فني متكامل للموسيقي كريم الثليبي يعتمد على معالجة درامية ونفسية للموسيقى تحاول رسم مختلف وجهات النظر النفسية لمفهوم الصراع مع الآخر.
والنسخة الجديدة من العرض الخاصة بمهرجان الحمامات الدولي ستتطرق إلى القضية الفلسطينية، عبر قراءة موسيقية متطورة ومعاصرة، تنبع من جماليات الموروث الموسيقي التونسي لتخلق تجليات تدعو إلى التفكير.
إلى جانب العروض الموسيقية والمسرحية والكوريغرافية، ينتظم معرض يحفر في ذاكرة المهرجان بمناسبة الستينية، معرض توثيقي وتفاعلي بفضاء محيط المسرح يتيح للجمهور فسحة لممارسة فلسفة المهرجان والانغماس في خصوصية فضاءاته وطابعه المعماري الذي يمكن أن يؤسس لـ”فلسفة المكان”.
وللسينما نصيب من البرمجة في المركز الثقافي الدولي بالحمامات إذ تلتئم مبادرة “شاشات الحمامات” بعد البرمجة الرسمية في الفترة الممتدة من 5 أوت إلى 11 أوت، وذلك بالشراكة مع المركز الوطني للسينما والصورة.
وفي حديثه عن هذه البرمجة الخاصة، قال المدير الفني لشاشات الحمامات، المخرج إبراهيم لطيف إن ورشة “موبايل موفي” (mobile movie) تهدف إلى إنتاج 8 أفلام قصيرة تتمحور حول كواليس الدورة 58 لمهرجان الحمامات الدولي وذلك باستعمال الهواتف الذكية.
كما بين أن مدة هذه الأفلام تتراوح بين دقيقتين و5 دقائق على أن تكون سيناريوهاتها نابعة من حكايات إنسانية من كواليس المهرجان، مشيرا إلى انتهاء ورشة الكتابة في انتظار انطلاق التصوير مع انطلاق فعاليات المهرجان.
وإلى جانب ورشة “موبايل موفي”، تشمل البرمجة السينمائية الخاصة عروضا سينمائية(7 أفلام) وندوات تهتم بالانتاج السينمائي بميزانية منخفضة، وفن الفيديو وعلاقته بالسينما، والمهن المستجدة في القطاع السينمائي.
ومن جهته قال مدير المركز الوطني للسينما والصورة نعمان الحباسي، إن برمجة السينما في مهرجان الحمامات الدولي تُعد مشروعا كاملا ومتكاملا يبحث في السينما من خلال العروض المقدمة.
كما اعتبر أن هذه البرمجة الخاصة بمثابة النواة الأولى أو البوابة لتضمين العروض السينمائية في المهرجانات الصيفية.
وفي ستينية مهرجان الحمامات الدولي يتوشح ركح المسرح المحاري ككل دورة بتجارب فنية مختلفة تتعالى فيها أصوات وموسيقات تمتد من تونس إلى كل العالم، وتروي السينما عبر “شاشات الحمامات” حكايات إنسانية من قلب الكواليس في برمجة خاصة.