“البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو” الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج خالد منصور يتقاسم فيه الحلم مع المؤلف محمد الحسيني والمنتجة رشا حسني ويروي فيها علاقة ملهمة بين الإنسان والحيوان ويخط فيها “حسن” و”رامبو” فصولا في صداقتهما قبل أن تتخذ الأحداث منعرجا عنيفا.
الإخراج..
قبل الحديث عن تفاصيل الإخراج في الفيلم عرج المخرج خالد منصور على التعاون بينه وبين المؤلف محمد الحسيني في الكتابة حيث يختبران مرة أخرى تقارب الأفكار بينهما والتقاء وجهات نظرها، الأمر الذي جعله يتحرك بحرية في مساحات الكتابة والإخراج.
وعن رؤيته الإخراجية قال إنه سعى إلى تجنب الكليشيهات والتنمية على مستوى اختيار الممثلين ومواقع التصوير والموسيقى وغيرها من العناصر، مشيرا إلى أن كل فريق الفيلم تجمعهم نفس المشاعر تجاه الفيلم.
في سياق متصل أشار إلى أن اختيار الممثلين تم بناء على فكرة رؤيتهم في مساحات أخرى في شخصيات يقدمونها للمرة الأولى بعيدا عن الاختيارات التقليدية.
وعن اختيار السيد رامبو، الكلب الذي كان حاضرا بتعبيراته المختلفة في المشاهد، قال خالد منصور إن أكاديمية التدريب ” East wind” خاضت رحلة البحث عن كلبي شارع بمواصفاته بعد قراءة السيناريو ثم اختبارهما سلوكيا لمعرفة مدى قبولهما للتدريب وطبعا للتأكد من خلوهما من أية أمراض.
هذه الرحلة التي تحدث عنها خالد منصور استمرت 4 شهور من تدريب الكلبين لوحدهما ومع بقية الممثلين، واصفا هذه الرحلة بالموافقة التي سهلت على فريق العمل كثيرا.
في ما يخص استعمال الإضاءة الهافتة والتركيز على العتمة في ملاحقة التفاصيل، أشار إلى أن الأمر ينعكس على رحلة بحث الشخصيات عن ذواتها وإعادة النظر في كل الأشياء من حولها والتصالح مع فكرة التخلي.
هي الحقيقة التي ساعدت الشخصيات على النضوج وعلى تقبل فكرة أن الحياة لا تسير على وقع البراءة وأنها أبعد كثيرا من الجراح التي قد تخلفها أحداث ما، وفق حديث منصور.
في سياق متصل أكد أن سيرورة الحكاية في الفيلم تنتهي إلى إدراك الشخصية الرئيسية أن هناك بدايات جديدة تتشكل في المشهد الختامي ولا يهم أن تكون جيدة أو سيئة بل المهم إن هناك تغيير.
الكتابة..
المؤلف محمد الحسيني تحدث أيضا عن التكامل بينه وبين المخرج خالد منصور وعن انسجامهما في رحلة تطوير أفكار الأعمال التي تجمعهما، مشيرا إلى أن حالة فيلم “البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو” شاعرية جدا من اول لحظة فيها لأنها سردية بسيطة جدا عن شاب رفض التخلي عن صديقه الوحيد الكلب.
كتابة النص التس تجمع بين الشاعرية والواقعية أتت من عملية تطوير سيناريو الفيلم الذي شهد عصفت ذهنيا خلف ثلاثة عشر مسودة للوصول آلى النسخة المأمولة، وفق حديث محمد الحسيني الذي تطرق أيضا إلى تأثيرات إنتمائه وخالد منصور لمناطق شعبية مختلفة وهو ما خلق حالة من التكامل في تشكيل حبكة الفيلم بعيدا عن التعبيرات الفلكلورية ووفق وجهة نظر واقعية.
في سياق متصل قال إن المخرج أراد التركيز على المدرسة الواقعية وكان ذلك التوجه في الكتابة من خلال رواية قصة بسيطة يمكن أن نعيشها على المستوى الشخصي دون مبالغات، هي ليست حالمة ولا ميلودرامية
كما أضاف أن الواقع ليس دائما فضاء للنهايات السعيدة، والميلودرامية الشديدية لا تستهوينا وهو ما يفسر أن شخصية “حسن” في الفيلم خسرت كثيرا ولكنها بدأت فصلا جديدا في حياتها هو بدأ فصل جديد في حياته.
الإنتاج
من جهتها تقول المنتجة رشا حسني إن الفيلم مر بمسار إنتاج غير تقليدي، قائلة ” الفيلم بالنسبة لي كان تجربة مختلفة جدا إذ كنت طول الوقت افكر في طرق غير تقليدية لانتاج الفيلم لأني منتجة مستقلة وعلى قدر كون الفيلم خاصا واستثنائيا وحقيقي ومختلف على قدر ما يطرح تحديات على مستوى إنتاجه.
في سياق متصل أضافت ” في البدء كنت مهتمة بتطوير السيناريو مع المخرج والسيناريست ميشال كمون من لبنات والسيناريست الفرنسية ايزابيل غوبيل ومن ثم كنت أبحث عن شراكات إنتاجية سواء من مصر أو من الوطن العربي والعالم تشاركنا الإيمان بالمشروع.
كما قالت ” هي تجربة خالد الأولى في الروائي الطويل وتجربتي الأولى وكل فريق الفيلم كان يحركه الحب والشغف وسط الضغوطات والقروبات التي بدأت تتلاشى مع تصوير الفيلم ومن ثم عرضه في مهرجان فينيسيا ومن ثم مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي”.