رياليتي أون لاين/ جدة-من حكاية طفل ترك المهق (نقص الملانيين) أثار على جلده وشعره إلى حكاية شابة قصيرة القامة يروي المخرج كريم الشناوي والمخرجة تغريد أبو الحسن قصصا عن المختلفين بأشكال خارج الصندوق في فيلمي “ضي” (سعودي مصري) و”سنو وايت (مصري).
ألبينو في “ضي”
وفي فيلم “ضي” الذي افتتح مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الرابعة يؤدي الطفل محمد بدر دور البطولة وهو أول ألبينو في السينما المصرية في تجربة أولى له أمام الكاميرا.
“ضي” طفل ألبينو تلاشت مادة الميلانين من خلاياه وتركت نورا في وجهه لا يدركه إلا من يبصر العالم بطرف قلبه، يقاوم يوميا من أجل الحياة والحلم.
هذا الطفل الذي يستمد اسمه من الضي الذي يغمر وجهه يواجه مرارا العتمة المتراكمة على أعتاب العنصرية والتمييز ورفض الآخر المختلف والإمعان في أذيته.
على إيقاع حياة هذا الفتى الذي آنس صوته العذب غربته وسط محيطه تمضي أحداث فيلم “ضي” للمخرج كريم الشناوي وتأليف هيثم دبور وتتشكل معالم رحلة موغلة في المكان وفي الإنسانية.
وفي تجربته السينمائية الأولى جمع محمد بدر بين التمثيل والغناء في أداء لافت انسابت معه الشخصية بعفوية وصدق تخطى معها فعل التمثيل وبدا ظهوره حقيقيا.
وعن هذه التجربة قال محمد بدر إنه انجذب إلى فكرة الفيلم لما قرأ السيناريو، معتبرا أن القصة لا تشبه غيرها من القصص وأن تفاصيلها مختلفة.
في سياق متصل أشار إلى التقاطع بينه وبين الشخصية في جوانب كثيرة خاصة مسألة التعرض إلى التنمر من أطفال يغيب عنهم الوعي قائلا ” لم أشعر بالغضب من تنمرهم بل على العكس أنا راض وسعيد”.
كما تحدث عن التدريب الطويل من أجل تقمص شخصية “ضي” وما شابها من صعوبات على غرار التصوير في درجات حرارة مرتفعة جدا ودرجات حرارة باردة جدا إلى جانب تعدد أماكن التصوير.
وفي حديثه عن التنمر أشار إلى أن أكثر الأغاني المحبة إليه بصوت الكينغ “دول عايروني”، مشيرا إلى أن المختلف يجب أن يثق في نفسه ولا يعبأ لكلام الآخرين لكي يتقدم ويتطور.
وفيما يتعلق بتعلمه اللهجة النوبية قال إن الأمر استغرق وقتا طويلا حضر فيع مصحح لهجة وهو ما ساعده على الوقوف بثقة أمام الكينغ محمد منير.
وعن مشاريعه المستقبلية، كشف محمد بدر أنه ينوي دراسة التمثيل والموسيقى ليصقل حبه لهذين المجالين الذين حظي بفرصة لملامستهما جماهيريا في فيلم “ضي”.
قصيرة قامة في “سنو وايت”
وفي “سنو وايت” تؤدي مريم الشريف وهي من قصار القامة دور البطولة في أول تجربة لها في الأفلام الروائية الطويلة وتطرح قضية اجتماعية على إيقاع يجمع بين الدراما والواقعية.
ومريم شريف، صيدلانية درست في الجامعة الألمانية في برلين تطل من شاشة السينما في دور “إيمان فتاة قصيرة القامة التي تلاحق الحب وسط مجتمع ينبذ المختلفين ويمارس عليهم عنصريته وتمييزه.
“إيمان” تحلم بالحب والزواج، لكنها تواجه معايير الجمال التقليدية التي فرضها المجتمع فتلجأ إلى مواقع التعارف عبر الإنترنت لتتخطى القيود المجتمعية وتعبّر عن نفسها بحرية.
وانغماس “إيمان” في البحث عن شريك تقاسم معه عبء الحياة لم يلهها عن المساعدة في ترتيبات زواج أختها رغم ما يحتمه ذلك من صراعات مستمرة.
تفاصيل الحياة اليومية، صعوباتها وتحدياتها ظهرت في الفيلم من خلال الشخصية التي أدتها باقتدار مريم شريف ونقلت من خلالها بعضا من معاناة المختلف في المجتمع.
وفي هذا السياق أشارت مريم شريف إلى أن شخصية الفيلم تتقاطع مع شخصيتها في التجربة ومعايشة نفس الظروف على غرار التنمر.
وعلى هامش عرض الفيلم في الدورة الرابعة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي لم تفوت شريف الفرصة للحديث عن ترسخ بعض الأعمال الفنية للتنمر على قصار القامة.
وعن ظروف المشاركة في هذ العمل أشارت إلى أنها قد شاركت من قبل في فيلم قصير مع المخرجة تغريد أبو الحسن التي عرضت عليها المشاركة في هذا العمل وقبلت لأهمية اادور، وفق تعبيرها.
وفي سياق متصل، أشارت إلى استمتاعها بهذه التجربة التي تقدم صورة غير نمطية عن قصار القامة وتخرجهم من دائرة توظيفهم للسخرية والإضحاك.