“اعتز بأردنيتي وتونس جزء من طفولتي.. أحمل إيقاعاتها في ذكرياتي.. إلى اليوم أتذكر “الحومة” و “القفة” و”العطار”.. ولا شك في أن كل ذلك حاضر في موسيقاي”، كلمات للفنان الأردني عزيز مرقة اختزل بها مكانة تونس في حياته وفنه.
عزيز مرقة الفنان الأردني المتلون والمتجدد عاش طفولته في تونس وغادرها في سن العاشرة ليعود إليها فنانا على ركح مهرجان الحمامات الدولي، وهو أمر لم يكن يتخيله، وفق حديثه.
ويبدو أن انفتاحه على أنماط موسيقية مختلفة نابع من السفر الذي يصبغ حياته فمن تونس إلى بلده الأصل الأردن سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث رسم ملامح نمط موسيقي سماه “الراز” وهو يجمع الروك والجاز والموسيقى العربية.
وعن “الراز”، قال في رده عن سؤال رياليتي أون لاين بخصوص سماته، “الراز مشروع تخرجي وهو طرح جديد يجمع بين صخب الروك والجاز والموسيقى العربية على اعتبار أنني عربي”، مضيفا ” هو مشروع تخرج ناجح ولكنه قالب سجنني فنيا وقد قطعت معه في مرحلة ما”.
وتلوينات الروك والجاز والديسكو والموسيقى العربية تجلت في عرض عزيز مرقة الذي رافقته مجموعة موسيقية خلق معها فضاء موسيقيا تماهت فيه تجارب مختلفة وتسربت منه ألحان غازلت ذاكرة الجمهور الذي استحضر أغاني قديمة.
عازفون من الاردن ومصر والولايات المتحدة الأمريكية انصهر كل منهم مع آلته ليخلقوا خطابات مختلفة التقت كلها عند مشروع فني عنوانه الاختلاف، وهم عمر جلال على الدرامز وهند سبانخ على الترومبات ومنذر جابر على الباص ومايكل هرمن على الغيتار ولؤي حجازين على الكلافيي وعدي شواقفة على الغيتار.
حالة من الانسجام والتناغم بين عزيز مرقة ورفاقه على الركح سرت طيلة العرض الذي كان جمهور مهرجان الحمامات أحد عناصره الأساسية، فلم يخف الفنان الأردني انبهاره به خاصة وأنه سمع عنه الكثير من أصدقائه الفنانين، وفق قوله.
وانبهاره بالجمهور جعله يغادر الركح في مناسبتين ويلتحم به ويغني معه على المدارج أغنياته القديمة منها والجديدة ليلاقي في كل مرة نفس التفاعل الذي جعله يحيد عن برنامج العرض مرتين ويغني “خطة ب” و”ناطر”.
وإلى جانب أغانيه التي تقوم على أسلوب فني مختلف عن السائد يراوح فيه بين الكلمة المحملة بالتجارب الشخصية واللحن المفعم بالمشاعر، استعاد عزيز مرقة أغنيتي “يا سعد” للفنان الأردني عمر عبد اللات و”جاني” للفنان المصري حكيم.
“مين قلك”، “ظلك ابكي”، “وين ماتكوني”، “تذكرتك”، “سمعتك”، “رايحة”، ” أحلى وحدة”، “بنت الناس”، “هي”، “يا بي”، “ما في منك”، أغاني صدحت كلماتها في المسرح لتبرهن على أنه سلك طريقا مختلفة منذ البداية ومضى فيها قدما.
وهذا الفنان الذي اختار أن يكون مختلفا منذ البداية كان سبّاقا وساعيا دوما إلى التجديد فهو أول فنان عربي فكر في إطلاق ألبوم بتقنية الواقع الافتراضي ويضم الألبوم 6 أغانيَ معروفة مثل “بنت قوية” و”سمعتك” و”ياباي” بعد إعادة توزيعها بشكل موسيقي أكوستيك مرتكزا على الغيتار والكمنجة والبيانو والتشيلو.
وعن هذه التجربة، قال لرياليتي أون لاين إنه تعلم الكثير من هذه التجربة التي استبق أوانها، مشيرا إلى أنه تعب كثيرا في هذا المشروع وبذل فيه أموالا كثيرة.
في سياق متصل، اعتبر أنه مشروع ناجح من وجهة نظر فنية ولكنه فاشل تجاريا وربما يعود ذلك إلى أنه سابق لأوانه، مضيفا أنه يفكر في إعادة التجربة مستقبلا.