السينما فضاء رمزي تتناثر فيه القصص والحكايات، وتتخذ فيه الملاحم وجوها كثيرة تتقاطع مع الحقيقة، وتتعطل عقارب الزمن وينحسر المكان ليخلد المآسي والأوجاع وما بينهما من أمل في تقلب الأحوال.
هذه الكلمات تختزل برنامج “فلسطين في قلب أيام قرطاج السينمائية” الذي يواصل من خلاله المهرجان إعلان صوت القضية الفلسطينية من خلال احتضان أفلام فلسطينية أو أفلام من جنسيات أخرى تروي فلسطين.
في الوقت الذي تستمر الآلة الصهيونية الوحشين في عدوانها على فلسطين وخاصة غزة، مثلت أيام قرطاج السينمائية منصة لرواية قصص من قلب المعاناة من خلال مجموعة من الأفلام التي رأت النور على أعتاب الحرب المتواثلة منذ السابع من أكتوبر.
هذه الروايات الوثائقية والروائية والتحريكية صدحت بصوت فلسطين في قلب شارع الحبيب بورقيبة حيث انتهى مفهوم الزمان والمكان وتكلمت “أفلام من المسافة الصفر” بلسان التحدي الذي تشكل على أعتاب الركام.
حكايات المقاومة تجلت في الدورة الخامسة والثلاثين من أيام قرطاج السينمائية منذ فاتحة الأيام من خلال فيلم الافتتاح “واهب الحرية” (1987)، للمخرج العراقي الراحل قيس الزبيدي في نسخة مرممة بعد 37 سنة من إنجازه، في عرض أول في تونس.
في “واهب الحرية” يصور قيس الزبيدي جوانب من عمليات المقاومة اللبنانية ٠والفلسطينية ضدّ العدو الصهيوني ويوثق العمليات الاستشهادية على مواقع المحتل في مشاهد تدور بين صيدا والجنوب والبقاع الغربي.
ويشمل البرنامج “فلسطين في قلب أيام قرطاج السينمائية”، الذي يُعرض في شارع الحبيب بورقيبة أفلام عائدة” إخراج كارول منصور، و”باب الشمس” إخراج يسري نصر الله، و”طريق السموني”، إخراج ستيفانو سافونا، و”رحلة إلى غزة” إخراج بييرو أوسبرتي، و”يلا غزة” إخراج رولان نورييه، و”جنين.. جنين” إخراج محمد بكري، و”عيد ميلاد ليلى” إخراج رشيد مشهراوي، و”صداع” إخراج رائد أنضوني، و”خالد ونعمة” إخراج سهيل دحدل، و”المطلوبون الـ18″، إخراج عامر شوملي، و”روشميا” إخراج سليم أبو جبل، و”فلسطين الصغيرة.. يوميات الحصار” إخراج عبد الله الخطيب، و”واجب” إخراج آن ماري جاسر، و”من المسافة صفر.. قصص غير مروية من غزة” (مجموعة من 22 فيلماً قصيراً)، و”200 متر” و”العبور” إخراج أمين نايفه، و”إجرين مارادونا” إخراج فراس خوري، و”الهدية” إخراج فرح نابلسي، و”فيزة ناديا” إخراج هنادي عليان.
كما تكرم أيام قرطاج السينمائيةالمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد وذلك تقديرا لمقاربته الإبداعية، التي عكست ملامح سينما فلسطينية بديلة، عبر قصص مرئية مستلهمة من وقائع حقيقية ومظاهر اجتماعية كشفت المسكوت عنه من قضايا لشعب “تحت الحصار”.