إيقاعات الطبول تحاكي دقات القلب حينما ينتفض فرحا، وأنفاس الناي تختزل همس العشاق، وأصوات آلات موسيقية أخرى تروي انفعالات الإنسان في مساراته المختلفة في توليفة جعلت من تمارين عرض “النغار” للفنانة آية دغنوج الذي سينثر حكايات الشمال الغربي وخاصة الكاف على ركح مهرجان الحمامات الدولي في ثاني السهرات في التاسع من جويلية فضاء مفعما بالتعدد.
حوارات بين العازفين وآلاتهم وبين الغازفين فيما بينهم وبينهم وبين آية دغنوج التي صدح صوتها بكلمات أغانيَ تتغنى بتفاصيل كثيرة من الكاف التي تحمل أصولها وتحولها في قلبها وتتخذها بوصلة في عرض “النغارة”.
أنماط من التراث الموسيقي التونسي أوجدها العازفون بحضور عيساوية الكاف بقيادة الفنان محمد عبد الرحمان في مزيج بين تلوينات تونسية وأخرى مستلهمة من موسيقات العالم، مزيج يتماهى مع فلسفة العرض الذي ينغمس في ثنايا الموروث المتعدد.
رحلة من البحث في الموروث الموسيقي في عدة مناطق، ونسخة من التجديد التقى عندها موسيقيون يعتزون بأصولهم ويسعون إلى خلق أجنحة للموسيقى التونسية من خلال تطعيمها بتلوينات أخرى دون تشويهها أو طمس خصوصيتها.
تصور حديث وعصري للتراث الصوفي الموشح بالمدائح والوصلات الغنائية التي تتغنى بأولياء صالحين وتروي حكايات عن “الزوي” وعن طقوسها، تصور ينصهر فيه الماضي والحاضر وتظهر فيه تعبيرات مختلفة تعانق “الكاف العالي”.
وعن أصل تسمية المشروع وعن تفاصيله وعن مشاركة عيساوية الكاف تحدثت الفنانة آية دغنوج في فيديو لرياليتي أون لاين إثر حضور كواليس تمارين “النغار”.
وفي ما يلي الفيديو: