في معهد محمد علي العنابي برأس الجبل من ولاية بنزرت حط البنك العربي لتونس الرحال ليركز المخبر الرابع عشر للإعلامية في إطار انخراطه في البرنامج الوطني لرقمنة التعليم.
وبتدشين مخبر الإعلامية بالمعهد يرسخ البنك بصمته والتزامه المواطني في هذا المشروع الذي جمعه بوزارة التربية سنة 2016 وأفضى إلى تجهيز مخابر إعلامية وتهيئتها في عدد من المدارس والإعداديات والمعاهد في مناطق مختلفة من الجمهورية.
وفي هذا المعهد تجهز مخبر الإعلامية بآليات حديثة على غرار الحواسيب ومعدات الطباعة وجهاز عرض فيديو وسبورة تفاعلية مما يساهم في مزيد من الجودة للعملية البيداغوجية.
مسؤولية مجتمعية
وعلى هامش تدشين المخبر، قال مدير عام البنك العربي لتونس رياض حجاج إن هذا الحدث يندرج في إطار سياسة البنك من منطلق إيمانه بالمسؤولية المجتمعية والتعاون والتشارك بين المؤسسات التربوية ومؤسسات المجتمع المدني.
وفي سياق متصل أضاف ” المؤسسات التربوية نشأنا فيها وتعلمنا منها والحد الأدنى من الواجب أن نرد لها القليل من فضلها”، مشيرا إلى أن البنك العربي لتونس تعهد منذ انطلاق المبادرة بتجهيز مخبرين كل سنة.
وتابع بالقول ” البنك العربي لتونس والقطاع المصرفي بصفة عامة دائما على استعداد لتقديم يد المساعدة لكل المنظومة التربوية وهذا أقل واجب تجاه وطننا العزيز”.
التقنيات الحديثة في خدمة المعلومة
من جهتها أعربت المندوبة الجهوية للتربية ببنزرت هدى شقير عن سعادتها بتدشين مخبر الإعلامية بمعهد محمد علي العنابي الذي درست به على امتداد أربع سنوات وعن شكرها للبنك العربي لتونس لانخراطه في البرنامج الوطني للرقمنة.
كما دعت إلى أن تكون كل مخابر الإعلامية مجهزة بأحدث التكنولوجيات خاصة في ظل تصاعد التطور التكنولوجي، معتبرة أن الحواسيب ضرورية في الدراسة وأن التقنيات الحديثة في خدمة المعلومة.
وأشارت إلى أن الأستاذ حينما يستعمل التقنيات الحديثة يتمكن من إيصال المعلومة بطريقة أبسط خاصة وأن التلاميذ في هذه الآونة تغيروا وهم مواكبون للتكنولوجيات.
وفي الإطار ذاته تحدثت عن مشروع المخابر المتنقلة التي تضم حواسيب وجهاز عرض فيديو وتتوفر على نقاط نفاذ تلتقط الشبكة في القاعات المجهزة بالألياف البصرية ويمكن استثمارها في المؤسسات التربوية في المناطق البعيدة.
تحديات كبيرة
ولم يفوت المدير العام للتكنولوجيا في وزارة التربية إسكندر غنية المناسبة للحديث عن التحديات الكبيرة التي تواجه الوزارة في علاقة بتجهيز البنية التحتية لمواكبة التطورات التكنولوجية.
وثمن غنية مبادرة البنك العربي لتونس التي تعتمد مجهودات وزارة التربية في هذا الصدد، مشيرا إلى أن رقمنة التعليم مشروع تشاركي منفتح على المجتمع المدني والمؤسسات المالية والاقتصادية.
وتحدث عن التحديات التي تواجه الوزارة لإدماج الذكاء الاصطناعي في الممارسات البيداغوجية وما يتطلبه ذلك من تطوير البنية التحتية وتطوير المحتويات وكفايات ومكتسبات المدرسين وبرامج التلاميذ.
وفي ما يخص تجهيز البنية التحتية، أشار إلى أنه قد تم ربط قرابة 4000 مؤسسة بشبكة الألياف البصرية فيما تعتمد قرابة 2500 مؤسسة تعتمد على الجيل الثالث والرابع، داعيا في سياق متصل شركات الاتصالات إلى تمكين المؤسسات التربوية من استثمار الجيل الخامس عالي التدفق.
وبالنسبة للمخابر المتنقلة التي تحدثت عنها المندوبة الجهوية للتربية ببنزرت، قال إنها تناهز 2000 مخبر متنقل سينطلق خلال الاسابيع القادمة في تجهيز المؤسسات التربوية.
كما تحدث عن التوأمة بين المؤسسات التربوية في هذا السياق بما يتيح تجويد العملية التربوية من خلال استعمال التكنولوجيات الحديثة وتسهيل عملية الاستيعاب.
مسايرة للطرق البيداغوجية الحديثة
ومن جانبه قال مدير معهد محمد علي العنابي أنور بن عون إن مخبر الإعلامية الذي تم تركيزه مجهز بسبورة تفاعلية و 10 حواسيب وجهاز عرض فيديو وآلتين طابعتين.
وفي سياق متصل أكد أن السبورة التفاعلية وغيرها من التجهيزات الحديثة تمكن من مسايرة للطرق البداغوجية والتعليمية العصرية.
كما أعرب عن سعادته بتدشين مخبر الإعلامية الذي يحتوي على أدوات حديثة تساعد الأساتذة في العملية البيداغوجية.
وعبر بن عون عن أمله في أن تتواصل الشراكة بين وزارة التربية والبنك العربي لتونس لمواصلة تأثيث المؤسسات التربوية بالتكنولوجيات الحديثة.
وأشار إلى أن معهد محمد علي العنابي من أكبر المؤسسات التربوية في تونس وفي بنزرت ويُعد أكبر مركز اختبارات كتابية في البكالوريا.
يشار إلى مخابر الإعلامية التي تعهد بها البنك العربي لتونس “ATB” تندرح ضمن الاتفاقية الممضاة في جوان 2017، مع وزارة التربية والتي تنص على مرافقة المؤسسة البنكية للوزارة في توفير المعدات والإطار المنشود لتلاميذ المناطق الداخلية المحرومة حتى يلجوا عالم التكنولوجيا وليتمتعوا بالمعدات الضرورية لتامين ظروف دراسية مريحة.
يذكر أنه تم تجهيز مخابر الإعلامية المهيأة من طرف البنك العربي لتونس (ATB) بأحدث المعدات التكنولوجية من بينها عشرات الحواسيب، والشاشات الذكية وآلات نسخ وألات طباعة رقمية، إلى جانب توفير دورة تكوينية لأساتذة المدرسة الإعدادية الحنايا لتمكين التلاميذ من التعلم بواسطة أحدث الوسائل التكنولوجية.