تعكس برمجة الدورة التاسعة والخمسين من مهرجان قرطاج الدولي(19 جويلية- 21 أوت) توجها نحو التنويع، مع سعي واضح للجمع بين العروض الجماهيرية ذات الطابع التجاري، والعروض الفنية التي تنتمي إلى فضاءات موسيقية ومسرحية مختلفة.
ورغم أن هذا التوازن يعكس إلى حدّ ما محاولات للإبقاء على هوية المهرجان كمنصة ثقافية مفتوحة على أكثر من توجه فني إلا أنه لا يخلو من اختلالات.
ويفتتح”من قاع الخابية” لمحمد القرفي المهرجان، وهو عرض ينطلق من الذاكرة الموسيقية التونسية، ويعيد قراءتها بصيغة معاصرة في إحالة إلى موقف فني وثقافي يرسخ البعد التونسي في هوية المهرجان.
وتشهد البرمجة حضورا ملفتا للأسماء العربية واسعة الانتشار، على غرار نانسي عجرم، ونجوى كرم، وناصيف زيتون، وأحلام، وآدم وهي اختيارات موجهة بالأساس إلى جمهور واسع، وتستهدف النجاح التجاري والتعبئة الجماهيرية.
وهذه العروض وغيرها تضمن للمهرجان تغطية إعلامية كبيرة وإقبالًا جماهيريا مهما، في المقابل، تفتح البرمجة المجال لبعض التجارب ذات الطابع المختلف، على غرار عرض “بساط أحمر 2” لرياض الفهري، الذي يواصل من خلاله الغوص في العوالم السمعية والبصرية للثقافات الشعبية.
ويندرج عرض “تخيّل روحك تسمع” لكريم ثليبي ضمن نوعية العروض التي تراهن على التجريب وتبحث عن صيغ جديدة في التلقي فيما يقترح عرض بينومي “S+1” لعزيز الجبالي، طرحا مسرحيا جديدا ينهل الواقع اليوم بأسلوب مختلف.
أما عرض الفنان الفلسطيني محمد عساف بعنوان “من أجل غزة” وعرض الفنان الفلسطيني سانت ليفانت فيأتي في سياق البعد الرمزي والسياسي للبرمجة، إذ خصص مساحة للتضامن مع القضية الفلسطينية، في سياق ظرفي شديد التعقيد.
وعلى مستوى الانفتاح على التجارب العالمية، فقد تم برمجة عرض لكي ماني مارلي، نجل الفنان بوب مارلي، إلى جانب عرض فولكلور عالمي وعرض للأطفال الرائدة في هذا المجال شانتال غويا بالإضافة إلى الفنانة الفرنسية إيلين سيغارا.
ورغم وجود بعض بعض العروض العالمية وامتنان عرض “ليلة القادة” إلى ما بعد حدود تونس ليضم قادة أوركستر من دول مختلفة، إلا أن البعد الإفريقي والمتوسطي يظل محدودًا، ولا يعكس تنوع المشهد الثقافي العالمي الذي يمكن أن ينفتح عليه مهرجان دولي بحجم قرطاج.
وبالعودة إلى المشاركة التونسية في المهرجان نلاحظ حضور كل من لطيفة العرفاوي وصوفية صادق في تاريخية رمزيين وهما عيد الجمهورية وعيد المرأة بالإضافة إلى سهرة تونسية مع غياب لمشاريع الموسيقى البديلة.
ولئن تظهر برمجة قرطاج هذه الدورة حرصا على التوازن، إلا أنها تميل أكثر إلى الخيارات الآمنة، ولا تخرج كثيرا عن المسارات المألوفة.
وفي ما يلي البرمجة :
وفيما يلي البرنامج:
19 جويلية: سهرة الافتتاح، من قاع الخابية لمحمد القرفي
20 جويلية: بساط أحمر 2 لرياض الفهري
22 جويلية: عرض “بينومي s+1” لعزيز الجبالي
25 جويلية: لطيفة العرفاوي
26 جويلية: إبراهيم معلوف
27 جويلية: محمد عساف (من أجل غزة)
28 جويلية: سهرة تونسية
30 جويلية: ناصيف زيتون
31 جويلية: إيلين سيغارا
1 أوت: la Nuits des Chefs
2 أوت: نانسي عجرم
3 أوت: عرض للأطفال بإمضاء Chantal Goya
5 أوت: Saint Levant
8 أوت: تخيّل، عرض موسيقي للفنان كريم ثليبي
9 أوت: نجوى كرم
11 أوت: فولكلور
13 أوت: صوفية الصادق
16 أوت: مي فاروق، سهرة أم كلثوم
17 أوت: Ky-Mani Marley
18 أوت: آدم
21 أوت: سهرة الاختتام، أحلام