ارتكب الرئيس الأمريكي جو بايدن هفوة جديدة خلال قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن، حيث أخطأ بتقديم نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنه “الرئيس بوتين”، قبل أن يصحح خطأه.
هذه الهفوة تمثل انتكاسة جديدة للمرشح الديمقراطي، الذي يواجه ضغوطا متزايدة للانسحاب من السباق الرئاسي بسبب المخاوف بشأن صحته الذهنية.
وقال بايدن (81 عاما) مخاطبا الحضور في القمة: “والآن، أترك الكلام لرئيس أوكرانيا الشجاع والمصمم… سيداتي وسادتي، إليكم الرئيس بوتين.” لكنه سرعان ما صحح هفوته قائلا إن زيلينسكي “سيهزم الرئيس بوتين. إن تركيزي منصب بشدة على هزيمة بوتين.”
وتداول خصوم بايدن الجمهوريون فيديو الهفوة على وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة كبيرة، ما زاد من الضغوط عليه قبل المؤتمر الصحفي المقرر عقده الساعة 18:30 (22:30 بتوقيت غرينتش).
التحدي الأكبر الذي يواجهه بايدن هو القدرة على الإلقاء بوضوح وبصوت واثق دون اعتماد على ملاحظات مكتوبة أو ملقن آلي.
وفي تعليق على هفوة بايدن، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: “جميعنا نخطئ أحيانا”، مضيفا أن نظيره الأمريكي بدا له حاضرا ذهنيا بالكامل.
وأكد ماكرون أن فرنسا ستواصل دعم أوكرانيا لتحقيق انضمامها لحلف شمال الأطلسي، مشيرا إلى القرارات المهمة التي اتخذت خلال القمة لتعزيز الدعم على المدى الطويل.
“رفع القيود”
من ناحية أخرى، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دول حلف شمال الأطلسي برفع جميع القيود المفروضة على أوكرانيا لاستهداف الأراضي الروسية بأسلحة غربية. وقال زيلينسكي: “إذا أردنا أن نفوز وندافع عن بلادنا، علينا رفع كل القيود.”
وتفرض بعض الدول قيودا على استخدام الأسلحة التي ترسلها إلى أوكرانيا، مثل إيطاليا التي تحظر استخدامها على الأراضي الروسية، بينما تفرض الولايات المتحدة قيودا على استخدام الأسلحة ضمن عمق محدود داخل الأراضي الروسية.
وتواصل كييف المطالبة باستخدام صواريخ غربية بعيدة المدى لقصف أهداف في العمق الروسي، وشدد الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ على أن من حق أوكرانيا الدفاع عن نفسها، بما في ذلك ضرب أهداف عسكرية داخل الأراضي الروسية.
وأكد زيلينسكي ثقته بانضمام أوكرانيا قريبا إلى حلف شمال الأطلسي. وأقرت دول الحلف في بيان مشترك بأن أوكرانيا تسلك “طريقا لا عودة عنه” نحو الانضمام للناتو.
وخلال القمة، سعى قادة الأطلسي لتعزيز العلاقات مع شركائهم الآسيويين، بعد انتقادهم الصين باعتبارها “عامل تمكين حاسم” للحرب الروسية على أوكرانيا.
وأعرب قادة الناتو عن “قلقهم البالغ” إزاء تعمق العلاقات بين بكين وموسكو، مطالبين الصين بالتوقف عن دعم الحرب.
وسعت الولايات المتحدة طوال السنين الماضية لتحفيز حلفائها الأوروبيين على إيلاء اهتمام أكبر بالتحديات التي تشكلها الصين.
وللعام الثالث على التوالي، شارك قادة الدول الأربع الشريكة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في قمة الناتو.
صواريخ أمريكية وتحذير الكرملين
وحصلت أوكرانيا أيضا على وعود بأسلحة جديدة لحماية أجوائها، بما في ذلك مقاتلات “إف-16”. مع ذلك، طلب زيلينسكي من داعمي كييف، بما فيهم الولايات المتحدة، مزيدا من الأسلحة لضرب الداخل الروسي.
وأعلنت الولايات المتحدة عن خطوة مهمة لتعزيز قوة الردع لدى الأطلسي ضد روسيا في أوروبا، حيث ستبدأ عمليات نشر الصواريخ بعيدة المدى في ألمانيا عام 2026.
وحذر الكرملين من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى مواجهة شبيهة بالحرب الباردة بين روسيا والغرب.
وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن قلقه من احتمال نشوب “صراع مباشر بين الأطلسي وروسيا”، داعيا لتجنب أي خطوات قد تؤدي إلى هذا الصراع.
وتسعى أنقرة للحفاظ على مسافة متساوية بين موسكو وكييف منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فيفري 2022.
المصدر: فرانس24/ أ ف ب
29