تنظم الجمعية التونسية للجراحة الأيضيّة والبدانة، يومي 17 و 18 نوفمبر الجاري، مؤتمرها الثاني حول جراحة السمنة والأمراض الأيضيّة.
ومن المنتظر أن يشارك في هذا المؤتمر 200 مختص في ﻣﺠﺎل ﺟﺮاﺣﺔ اﻟﺴﻤﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺰاﺋﺮ، وﻟﯿﺒﯿﺎ، وﻓﺮﻧﺴﺎ، وروﻣﺎﻧﯿﺎ، وﺑﺮﯾﻄﺎﻧﯿﺎ وإيطاليا.
وسيكون برنامج المؤتمر الوطني الثاني للجمعيّة ثرياً و متنوعاً حيث سيتطرق إلى ﻛل ﻣﺎھو ﺟدﯾد ﻓﻲ ﺟراﺣﺔ اﻟﺑداﻧﺔ و ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف ﺗﻘﻧﯾﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﺗﻌددة وﻣﻧﮭﺎ ﺗﻛﻣﯾم اﻟﻣﻌدة وﺗﺣوﯾل اﻟﻣﺳﺎر وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ واﻟﻣﺗطورة وأﯾﺿﺎً اﻷﺧذ ﺑﺧﺑرات اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻣﺿﺎﻋﻔﺎت اﻟﺟراﺣﯾﺔ وﺗﺟﻧﺑﮭﺎ واﻟﺗﻲ ﻗد ﺗطرأ أﺛﻧﺎء أو ﺑﻌد اﻟﺟراﺣﺔ.
و ﺳﯾﺗﻧﺎول اﻟﻣؤﺗﻣر أﯾﺿﺎً التقنيات المنظارية عبر الفم ﻓﻲ ﻋﻼج اﻟﺳﻣﻧﺔ وھﻲ ﺗﻘنيات ﺟدﯾدة وﻣﺗطورة ﻛﻣﺎ ﺳﯾﮭﺗم ﺑﺎﻟﺟراﺣﺎت اﻟﺗﻌدﯾﻠﯾﺔ، وﻛﯾﻔﯾّﺔ إرﺳﺎء ﻣﻧظوﻣﺔ ﻋﻼﺟﯾﺔ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ وﻣﺗﻌددة اﻹﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﻲ ﺗﺄﻣﻧﮭﺎ ﻣراﻛز اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ ﻣرﯾض اﻟﺳﻣﻧﺔ.
وسيخوض المؤتمر في اﻟطب اﻟﻐذاﺋﻲ واﻟطب اﻟﻧﻔﺳﻲ ودور اﻟﺻﯾدﻟﻲ واﻟﺗﺧدﯾر و اﻹﻧﻌﺎش وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗطوﯾر اﻟﻣﺳﻠك اﻟﻌﻼﺟﻲ اﻟذﻛﻲ ﻟﻠﻣرﯾض ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ واﻟذﻛﺎء اﻻﺻطﻧﺎﻋي.
وستقوم ﻧﺧﺑﺔ ﻣن اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن اﻷﺟﺎﻧب ﺑﻌرض ﺗﺟرﺑﺗﮭم ﻓﻲ ﺟراﺣﺔ اﻟﺳﻣﻧﺔ واﻻﺳﺗﺋﻧﺎس ﺑﺧﺑرﺗﮭم ﻓﻲ ذلك ﻣﺛل اﻟﺗﺟرﺑﺔ الليبية واﻟﺟزاﺋرﯾﺔ واﻟﻛﺎﻣﯾروﻧﯾﺔ واﻟﺗوﻧﺳﯾّﺔ.
يشار إلى أن ﺟراﺣﺎت اﻟﺑداﻧﺔ واﻷﻣراض اﻷﯾﺿﯾّﺔ واﻟﮭﺎدﻓﺔ ﺑﺎﻷﺳﺎس إﻟﻰ ﺧﺳﺎرة اﻟوزن وعلاج الأمراض الأيضيّة المصاحبة لها ﺗطورا ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﺧﻼل اﻟﻌﻘدﯾن اﻟﻣﺎﺿﯾﯾن، وﺑﺎﺗت ﺿﻣن اﻟﺑروﺗوﻛوﻻت اﻷﺳﺎﺳﯾّﺔ اﻟتي ﯾﺗﺑﻌﮭﺎ اﻷطﺑﺎء ﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣرﺿﻰ ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن ﺻﺣﺗﮭم ونمط عيشهم، وفق ما أوردته الجمعية التونسية للجراحة الأيضيّة والبدانة.
وﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﯿﺴﮭﺎ ﺗﻌﻤﻞ اﻟﺠﻤﻌﯿﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﯿﺔ ﻟﻠﺠﺮاﺣﺔ اﻷﯾﻀﯿّﺔ و اﻟﺒﺪاﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻓﻊ واﻟﺘﻄﻮﯾﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻌﻠﻤﻲ واﻟﻄﺒﻲ ﻟﮭﺬه اﻟﺠﺮاﺣﺎت ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻨﻈﯿﻤﮭﺎ ﻟﻌﺪة ﺗﻈﺎھﺮات وﻧﺪوات و وورﺷﺎت ﻋﻠﻤﯿﺔ ﺟﻤﻌﺖ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮭﺎ أھﻞ اﻻﺧﺘﺼﺎص ﻣﻦ ﺟﺮاﺣﯿﻦ و أطﺒﺎء وإطﺎرات طﺒﯿﺔ وﺷﺒه طﺒﯿّﺔ ﻣﺘﻌﺪدي اﻻﺧﺘﺼﺎص ﺣﻮل ﻋﻼج ﻣﺮض اﻟﺴﻤﻨﺔ، ھﺬه اﻵﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺼﻒ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ.
وﻘﺪ ﺗﻀﺎﻋﻔﺖ أرقام الإصابة بمرض اﻟﺴﻤﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻨﺤﻮ ﺛﻼﺛﺔ أﺿﻌﺎف ﻣﻨﺬ ﺳﻨﺔ 1975 وﺣﺴﺐ اﻹﺣﺼﺎﺋﯿﺎت اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﺼﺤﺔ العالميّة ﻓﻔﻲ ﻋﺎم 2016، ﻛﺎن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 1.9 ﻣﻠﯿﺎر ﻣﻦ اﻟﺒﺎﻟﻐﯿﻦ في العمر 18 سنة أو أكثر، ﯾﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ الزيادة في الوزن وﻛﺎن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 650 ﻣﻠﯿﻮنا ﻣﻦ ﺑﯿﻨﮭﻢ ﯾﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ اﻟﺴﻤﻨﺔ.
وقدمت تقاریر “أطلس السمنة اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ 2022 و2023″، المبنیة على مصادر علمیة موثوقة، ﺗوﻗﻌﺎت ﻟﻌﺎم 2035 و اﻟﺗﻲ ﺗدق ﻧﺎﻗوس اﻟﺧطر ﻟﻣﺎ فيها تهديد ﻟﻠﺻﺣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾّﺔ، ﻓﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﯾزداد اﻧﺗﺷﺎر ﻣرض اﻟﺳﻣﻧﺔ ﻣن %14 ﻟدى ﺳﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟم ﺳﻧﺔ 2020 إﻟﻰ %24 ﺳﻧﺔ 2035، ﺑﺣﯾث ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﯾﺻﺎب ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب 2 ﻣﻠﯾﺎر ﺷﺧص ﺑﺎﻟﻎ، و ﻛذﻟك ﻣن اﻷطﻔﺎل واﻟﻣراھﻘﯾن ﺑﺣﻠول ﺳﻧﺔ 2035 ﺑﻣرض اﻟﺳﻣﻧﺔ دون اﺣﺗﺳﺎب ﻧﺳﺑﺔ اﻻﺻﺎﺑﺔ ﺑزﯾﺎدة اﻟوزن.
و تونس ليست في منأى عن هذا الوباء العالمي العاصف، فحسب آخر الإحصائيات الرسمية، بلغ معدل السمنة في تونس (فوق 15 سنة) 26.6% سنة 2016 ، في حين كانت النسبة سنة 1997 في حدود 14%.
ووفقاً لتقارير أطلس السمنة العالمي لعامي 2022 و2023، فإن انتشار السمنة بتونس يأخذ منحى تصاعديا خطيرا ، فبلادنا تشهد زيادة سنوية قدرها 2.5% في معدل السمنة لدى البالغين. ومن المتوقع أن يصل معدل الانتشار إلى 35.5% في عام 2030 و46% في عام 2035، مع غلبة واضحة للإصابة لدى الإناث.
ولمواجهة العبء الثقيل الذي تمثله السمنة، حددت منظمة الصحة العالمية 9 أهداف صحية عالمية، من ضمنها الهدف السابع الذي ينص على “وقف تصاعد مرض السكري والسمنة بحلول عام 2025”
و من أجل تحقيق هذا الهدف تراهن المنظمة العالمية لجراحة السمنة IFSO على الجراحة الأيضيّة، بحيث تؤكد على دورها الفعال في علاج الأمراض المصاحبة للسمنة على غرار نجاعتها في انقاص الوزن بشرط تطبيق الاعتمادات و التوصيات التي تنشرها و التي تنطم المسلك العلاجي السليم و الشامل في الإحاطة بمرضى السمنة الذين يخضعون لهذه الجراحة.