أثار حجب جدارية العلم الوطني التونسي في المسبح الأولمبي برادس جدلا واسعا في صفوف التونسيين الذين اعتبروا ذلك مهانة ومذلة زعلت الأصوات بالنقد وعدم الإسراع في تلافي عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات.
موجة الغضب الساطع الذي انتابت التونسيين بلغ صداها رئيس الجمهورية قيس سعيد الذي توجه في زيارة غير معلنة إلى المسبح الأولمبي برادس وأزاح الخرقة التي توشح العلم ورفع النشيد الوطني وذرف الدمع على وقعه.
دموع الرئيس أثارت الانقسام حولها كعادة كل تحركات الرئيس وتصرفاته ولكن انجرحت القلوب لرؤية العلم من جديد، لتكون حادثة حجبه نهاية لبعض المسؤولين.
وقد أسدى رئيس الجمهورية تعليماته باتخاذ إجراءات فورية على المستويين الجزائي والإداري ضد المسؤولين عن واقعة حجب جدارية العلم الوطني، خلال منافسات النسخة السابعة من بطولة تونس المفتوحة للماستر، المنظّمة من طرف الجامعة التونسية للسباحة.
وتقرر حلّ مكتب الجامعة التونسية للسباحة.
وتعيين مكتب وقتي لتسيير شؤونها، يتكوّن من: محمد الزريبي رئيسا ومها الزاوي وشاكر بلحاج وسعيد الونزرفي عضوين.
كما تقرر، أيضا، إقالة المدير العام للوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات وتكليف إطار سامٍ بالوزارة لتسيير الوكالة، إلى جانب إعفاء المندوب الجهوي للشباب والرياضة ببن عروس وتكليف إطار سامٍ بتسيير المندوبية.
وعلى صعيد آخر يتم العمل على اختصار الآجال وإعلان رفع عقوبة الوكالة الدولية لمكافحة تناول المنشطات ضد تونس خلال الاسبوع المقبل.
وتنص العقوبات على عدم منح تونس حق تنظيم أي تظاهرات رياضية وبطولات إقليمية، قاريّة أو عالمية، بالإضافة إلى منع الرياضيين التونسيين من رفع العلم التونسي خلال المسابقات الأولمبية والبارالمبية.
كما تشمل العقوبات منع الكفاءات التونسية من العمل صلب لجان و إدارة الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات إلى حين إصدار القوانين التي تسمح لتونس بالعودة من جديد إلى الوكالة العالمية.
وقد أفاد عضو اللجنة الاولمبية الدولية رئيس اللجنة الوطنية الاولمبية التونسية محرز بوصيان بانه في اطار متابعة اجراءات رفع العقوبة التي اتخذتها الوكالة الدولية لمكافحة تناول المنشطات ضد تونس، وفي سياق مسار مساعي اللجنة الوطنية الاولمبية الوطنية بالتنسيق مع اللجنة الاولمبية الدولية، تم تسريع النظر في الملف التونسي من قبل لجنة مراجعة المطابقة comité de révision de la conformité التي اصدرت توصية ايجابية برفع العقوبة ووجهتها الى اللجنة التنفيذية للوكالة الدولية لمكافحة تناول المنشطات (وادا) لاعتمادها.
وأشار بوصيان إلى أن المسار يستغرق عادة قرابة ثلاثة اسابيع للنظر في التوصية من طرف اعضاء اللجنة التنفيذية للوكالة الدولية لمكافحة تناول المنشطات “عبر التصويت الالكتروني عن بعد ” وان العمل جار على اختصار الاجال ليتم التصويت على التوصية الايجابية بإعلان قرار رفع العقوبة خلال الاسبوع المقبل.
وفي الاثناء ستبقى العقوبة سارية المفعول ولا يمكن رفع العلم التونسي في التظاهرات الرياضية القارية والدولية التي تشارك فيها تونس.
وكانت السباحة التونسية حبيبة بلغيث اول ضحايا العقوبات عند تتويجها ضمن منافسات البطولة الافريقية للالعاب المائية المقامة حاليا بالعاصمة الانغولية لواندا، إذ لم تكتمل فرحتها بظهور العلم التونسي عند حصولها على الميدالية البرونزية في سباق 100 متر سباحة على الصدر.
وقد ظهرت حبيبة بلغيث في الصورة التلفزيونية التي توثق لحظة التتويج إلى جانب زميلتيها المتحصلتين على الذهبية والفضية وقد ظهر علم جنوب إفريقيا فيما لم يظهر العلم التونسي.
فهل تتلافى تونس العقوبات ويرفرف العلم التونسي من حديد في التظاهرات الرياضية القارية والدولية؟