أظهرت دراسة جديدة أن اضطرابات الجهاز العصبي، مثل الزهايمر والصداع النصفي والسكتة الدماغية، أصبحت السبب الرئيسي للمشكلات الصحية في العالم. و تشير الدراسة التي نشرت في مجلة “لانسيت نيورولوجي” إلى أن أمراض القلب والأوعية الدموية، التي كانت تُعتبر السبب الرئيسي للمشكلات الصحية، قد فقدت صدارتها لأول مرة.
في عام 2021، عانى 43% من سكان العالم، أي ما يعادل 3.4 مليارات شخص، من اضطراب عصبي واحد على الأقل. أُجريت الدراسة من قبل مئات الباحثين تحت رعاية معهد القياسات الصحية والتقييم، وهي منظمة مرجعية للإحصاءات الصحية.
ومن حيث الوفيات، تسببت الاضطرابات العصبية في وفاة أكثر من 11 مليون شخص في عام 2021، ولا يزال هذا الرقم أدنى من حصيلة أمراض القلب والأوعية الدموية التي تقدر بـ 19.8 ملايين شخص والتي غالبا ما تكون قاتلة بسرعة أكبر.
تُعدّ السكتة الدماغية السبب الرئيسي للعجز والمشاكل الصحية المرتبطة بالاضطرابات العصبية، حيث تسببت في خسارة 160 مليون سنة من الحياة الصحية في عام 2021. تليها أمراض أخرى مثل اعتلال الدماغ الوليدي والخرف الناتج عن الزهايمر والعواقب العصبية لمرض السكري.
“تتسبب الحالات العصبية في معاناة كبيرة للأفراد والأسر التي تؤثر عليهم، وتحرم المجتمعات والاقتصادات من رأس المال البشري”. “يجب أن تكون هذه الدراسة بمثابة دعوة عاجلة للعمل لتعزيز التدخلات المستهدفة للسماح لعدد متزايد من الأشخاص الذين يعيشون مع الحالات العصبية بالوصول إلى الرعاية والعلاج وإعادة التأهيل الجيدة التي يحتاجون إليها. ومن الأهم من أي وقت مضى ضمان فهم صحة الدماغ وتقديرها وحمايتها، منذ الطفولة المبكرة حتى الشيخوخة.”
يرجح الباحثون هذا الازدياد إلى عدة عوامل، أهمها:
- شيخوخة السكان: مع ازدياد متوسط العمر المتوقع، يزداد خطر الإصابة بالعديد من الاضطرابات العصبية، مثل الزهايمر.
- عدم وجود علاج فعال: لا يوجد علاج فعّال لمعظم الاضطرابات العصبية، مما يعني أن الأشخاص الذين يعانون منها يبقون مرضى لسنوات طويلة.
- تغيير تصنيف منظمة الصحة العالمية: باتت منظمة الصحة العالمية تصنف السكتة الدماغية كمرض عصبي، بينما كانت تُصنف سابقًا كمرض من أمراض القلب والأوعية الدموية.