“وراء الجبل” التجربة الروائية الطويلة الثالثة للمخرج التونسي محمد بن عطية، تتخذ من الطيران ثيمة وتعبيرة عن الرفض ومحاولة للتغيير والثورة على السائد والنمطي.
وعن عنوان الفيلم قال المخرج محمد بن عطية، إثر عرض الفيلم في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، إنه تعب كثيرا لإيجاده وخلص إلى أن هذا العنوان هو الذي يعبر عن جوهر الفيلم على اعتبار ما يحنله في طياته من فرص لتغيير الواقع.
وأضاف “حاولت في هذا الفيلم كسر الصور النمطية على عدة أصعدة.. مسارات الشخصية يكتنفها الغموض.. المشاهد يتساءل عن هذا الكم من العنف.. في النهاية هو ليس فيلما عن الحرية بقدر ماهو فيلم عن الحالات النفسية والذهنية للشخصيات غير الراضية عن واقعها”.
وتابع بالقول ” الأمر يتعلق بعدم الارتياح، في تونس الكثيرين غير راضين عن وضعياتهم، ونوبات الهلع تترجم ذلك في أحيان كثيرة.. والطيران هو انعكاس للهروب خاصة وأن شخصية رفيق (مجد مستورة) لا تتكلم كثيرا”.
كما تحدث عن أماكن التصوير التي أظهرت جمال الطبيعة في تونس ونالت إعجاب المشاهدين الذين انغمسوا من ناحية في دواخل الشخصية الرئيسية وفي جمالية الصورة من ناحية أخرى.
من جهته قال الممثل مجد مستورة إنه تحادث مع المخرج محمد بن عطية بخصوص الفيلم منذ ثلاث سنوات وأنه امتلأ بالشخصية وتفاصيلها قبل أن ينطلق في التصوير، مشيرا إلى أنه انغمس في الشخصية قبل أشهر من تقمصها أمام الكاميرا.
وأضاف ” ركزت مع المخرج على صوت الشخصية ومشيتها ونظراتها وتمظهرات العنف في تصرفاتها فهي شخصية مختلفة تمارس العنف بهدوء، هو ليس مجرما أو منحرفا ولكنه يتفاعل بالعنف.. لا يفكر ولا يناقش في البعض الوضعيات ويكشف عن جانب حيواني فيه من أجل المضي إلى هدفه الأمر الذي يجعله يتورط أكثر فأكثر.”