تقع منطقة “عين دكوك ” في منتصف الطريق الجهوية رقم 19 الرابطة بين وسط مدينة تطاوين و معتمدية رمادة و تعتبر من أجمل المناطق بولاية تطاوين باعتبار جمال تضاريسها و خضرتها الدائمة علما وانها تقع حول مجرى مياه عين مالحة.
وقد ارتأت المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بتطاوين تثمين هذا الموقع الهام و توظيفه سياحيا و علميا من خلال إحداث محمية طبيعية به وذلك بمقتضى الأمر عدد 1067 المؤرخ في 13 أفريل 2009.
وتعتبر محمية عين دكوك الأولى في المثلّث الصحراوي للبلاد التونسية و تمسح حوالي 5 آلاف و700 هكتار والغاية منها المحافظة على الكساء النباتي الصحراوي وحماية الحيوانات والنباتات البرية وقد تم تسييجها وتهيئتها واحداث عدد من الآبار المجهزة بها.
وتضم المحمية حاليا عددا من الحيوانات البرية النّادرة، على غرار “السياف” و “الوداد ” و “الغزال ” بالإضافة إلى الارانب والذئاب والثعالب وغيرها من الحيوانات الصحراوية .
كما تضم المحمية أيضا متحفا للآلات الفلاحية التراثية،وقد أرادت من خلاله المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية المحافظة على الموروث الفلاحي بالجهة، وتوثيق تطور حياة الفلاحين بالجهة عبر التاريخ من حيث الإقامة والأدوات المستعملة وتأقلمه مع حياة البادية من خلال معرض للملابس والافرشة والخيام وعدد من الحيوانات البرية “المحنطة ” والتي تواجدت منذ قديم الزمان في المنطقة.
وتوفر محمية عين دكوك تطاوين فرصة ومرجعا للباحثين و العلماء للسفر في الذاكرة الشعبية الفلاحية و محاكاة حياة البادية للفلاح بصحراء الجهة القاحلة و كيفية تأقلمه مع المناخ الصعب و مع الحيوانات البرية الخطيرة و طرق العيش في البادية.
المصدر: موزاييك (الحبيب الشعباني)