تنظم دار الكتب الوطنية بالعاصمة من 10 ديسمبر 2023 الى 6 جانفي 2024 معرضا وثائقيا يضمّ عيّناتٍ من كنوزِ أرصِدَة دار الكتب الوطنية التي تُبرز عراقة فلسطين وأصالتها، وطنيا وشعبًا وتاريخًا وثقافة.
والمتجول بين أروقة فضاء دار الكتب أين يقام هذا المعرض سيكتشف وثائق تُعرض لأول مرة على غرار مخطوطين للإدريسي وابن الجوزي وطبعات حجَرية لكتب الرحالة الأوروبيين منذ أواخر القرن السادس عشروالجرائد الصادرة في فلسطين وتونس، منذ النصف الأول من القرن العشرين. كما يضم هذا المعرض الذي يقام في إطار التضامن مع الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يواجه أقصى أشكال التنكيل والتقتيل من قبل مجازر العدو الصهيوني، كتبا صادرة خارج تونس وداخلها. ولعلّ ما يميّز هذه المنتجات الفكرية المعروضة أنها تُبيّن مدى متانة العلاقة بين فلسطين وتونس وذلك بفضل العلاقات المتميزة منذ ثلاثينات القرن الماضي بين الشيخ عبد العزيز الثعالبي والشيخ أمين الحسيني مفتي فلسطين.
وقد اجتهد منظمو هذا المعرض المتميّز من خلال تخطيطه لإبراز التقابل شبه المطلق بين المصادر الأوروبية والمصادر العربية. وهو تقابل يبلغ درجة التناقض. فمن ناحية عرضوا كتبا تعود إلى عصر النهضة والأنوار، ألّفها رحّالة أوروبيون زاروا المشرق وفلسطين بأمر من حُكَّامِهم، في إطار محاولات اكتشاف الشرق. وهي مرحلة آلت مثلا إلى الحملة الفرنسية على مصر، كسابقة رسمت أهداف حركة التوسع الاستعماري والتي من تبعاتها احتدام الصراعات حتى الحربين “العالميتين” ثم إقرار السلام و”الإعلان العالمي لحقوق الإنسان”(عرضنا نشرته الأولى)، الذي تزامن مع الإعلان الرسمي لاحتلال فلسطين، سنة 1948 ! وهي مفارقة-معضلة يعيش ويلاتها الفلسطينيون إلى اليوم، ففي غزّة اليوم والضفة الغربية، غاب الإعلان.
وكم ناحية أخرى عرض المنظمون ردود فعل العرب والمسلمين في الصحافة والكتب المتنوعة دفاعا عن فلسطين وحقوق شعبها المسلوبة، حتى 1948، عام النكبة. كما تم عرض عينات من الدراسات والنشريات السياسية التي تناولت الواقع الفلسطيني بعد الاحتلال ومختلف أوجه المقاومة سياسيا وثقافيا واجتماعيا، محافظين على المحور المركزي في اختيار الوثائق، وهو العلاقات التونسية-الفلسطينية.
ملاحظة : صور الصفحة الرسمية لدار الكتب الوطنية