أثارت الطريقة الذي تحدث بها المخرج ربيع التكالي عن الممثلة القديرة ناجية الورغي لدى حضوره في برنامج “نجوم” على إذاعة موزاييك أف أم.
مخرج مسلسل “الرافل” الذي عرض على القناة الوطنية الأولى قال إنه لا يعرف الممثلة ناجية الورغي، وهو تصريح مستفز ومثير للاستغراب من مخرج يفترض أنه مطلع على المشهد الفني التونسي.
فالممثلة ناجية الورغي التي تقلبت أدوارها بين المسرح والسينما والتلفزيون جزء من ذاكرة تونس الفنية إذ تركت بصمتها على الخشبة والشاشة من خلال الشخصيات التي عملتها بروحها.
هذه الممثلة تحمل تاريخها الفني الراقي والعتيق في الشيب المشتعل في رأسها وأثر السنين على وجهها وفي نبرة صوتها التي تختزن تاريخ تونس التي وهبتها الكثير من روحها.
ولكن يبدو أن البعض يعجز انتقاء التعابير المناسبة ليسقطوا في الوصم عبر السن ويمعنوا في استنقاص الآخر ويرهنوا احترامه بالسن.
ربيع التكالي لم يجد الحديث عن الآخر، على الأقل في ما يتعلق بتصريحه الخاص بالفنانة ناجية الورغي إذ لم يكتف بالحديث عنها وكأنها نكرة (حاشا وكلا) وإنما قال إنه حينما يراها يعبر بها الطريق في إحالة إلى بلوغها من الكبر عتيا.
ولأن الفن يسري في عروقها ويوشح تفاصيل حياتها، تجيد الممثلة ناجية الورغي فن الرد المسكت لتنسج منه نصا رمت به المخرج ربيع التكالي وأعادت النقاط التائهة عن حروفها.
نص نشرته الورغي على صفحتها بفايسبوك وشاركه طيف واسع من رواد الموقع الذي استهجنوا تصريحات التكالي وانتصروا للممثلة للتي احتلت مكانها في ذاكرتهم.
وقبل إيراده كما هو دونما إعادة صياغة لما يحويه من صدق وتسلسل بكلماته التي تمزج بين العربية الفصحى والعامية وتعكس فصاحة صاحبته، لا بد من العودة إلى أصل القصة.
فتصريحات المخرج ربيع التكالي التي أثارت جدلا واسعا تأتي إثر حديث الممثلة ناجية الورغي عن عدم اطلاعها على سيناريو مسلسل “الرافل” حينما عرض عليها العمل فيه وممطالتها حين طلبها ذلك.
وفي حديثها في برنامج “نجوم”، قالت إنها عرفت بعض تفاصيله من “الماكيير”، مؤكدة أن ظروف التصوير لم تخل من فقر وتمييز حتى أن مستحقاتها غير كاملة(ينقصها يوم تصوير).
ولم تخف الورغي استغرابها من الاتصال بها من قبل المخرج بعد بدء التصوير، لافتة إلى أنها اكتشفت أحداثه مع المشاهدين .
ويبدو أن تصريحاته لم ترق المخرج ربيع التكالي فاختار اقصر الطرق وأسهلها في الرد ليقع في فخ حديثه ويثير استنكار المتابعين لما انتهجه من أسلوب استفزازي.
رد الفنانة ناجية الورغي…
“لأنك لا تعرفني فسأخبرك من أنا…
أنا ناجية الورغي.
أنت لا تعرفني لأنك وببساطة لا تؤمن بذاكرة وجود المسرح التونسي في هذه البلاد العظيمة.
ولا تعرف مسارح تونس الأقدم من نسل جدتك الأولى.
ولأني ناجية الورغي التي تخجل من التبجح على أقدم وأنبل مهنة صاغها الانسان عندما حاور الله والطبيعة.
أنت اذن..
لاتعرف تونس ورياحها وعلاماتها وأشجارها وعلمها..
أيها الذي يحتقر الإنسان والفن والذاكرة وبالتالي ينكر كل الأوطان ليبيعها لأول مرتزق.
أنا ناجية الورغي ممثلة تونسية بحجم بلادي تونس.
والمرة الجاية كتحكي عليا نحي المرايات والكاسكات أنا أكبر منك ونجي معلمتك …
حاول تعلم احترم المعلم ..
ونحب نوصيك وصاية أم …
رد بالك تعاير أمك نهارت الي تكبر راهي بش تقعد أمك..
وبعد توا تفهم الجريمة الي ارتكبتها وتوصمني بعمري ..
انا عمر تونس…
يا ربيع.
وبجاه ربي كان إنت هكة ربيع …
امالا الخريف كيفاش..
تونس إلي جيتها أكبر منك..
كل دقيقة من عمري وعمر الفن بجنب شجر بلادك ..
إنت صغير ..أصغر مني..
وكنعاود نشوفك توا نشق بيك ثنية الفن بش تعود تشوف وماتقعدش أعمى.
ناجية الورغي ممثلة تونسية بحجم بلدها.”