“تطبيق المناهج العلمية التعليمية للتكفل بأطفال التوحد واضطرابات النمو العصبي في تونس و دول شمال افريقيا : الواقع و المأمول” عنوان ندوة علمية نظمتها جمعية فرح لإدماج اطفال التوحد وذوي الاحتياجات الخاصة تم خلالها الحديث عن فاعلية استخدام النسخة العربية المترجمة لمقياس الـملمح النفسي التربوي _ الإصدار الثالث ( PEP-3)على البيئة العربية ( الجزائرية _ التونسية ).
وبعد دراسة ميدانية على عينة من الأطفال في الجزائر وتونس، من قبل د. عزيزو عبد الرحمان دكتور العلوم في علم النفس ( جامعة الجزائر ) ود محرز كريم دكتوراة دولة في الطب كلية الطب جامعة الجزائر ، ماستر علم الاعصاب اللغوي ( المدرسة العليا لأساتذة الصم والبكم _ الجزائر )، ا فرجاني شيراز مختصة نفسية عيادية ( جمعية فرح لإدماج أطفال التوحد _ تونس )، تم تكييف برنامج علمي لتأهيل أطفال التوحد.
ويهدف هذا البحث الى التأكد فعالية استخدام اختبار pep 3 على البيئة العربية ( الجزائرية التونسية ) وقد شمل عينة من 357 موزعين على ثلاث فئات هي أطفال حاملي سمات التوحد ( 117) الأطفال ذوي النمو الطبيعي ( 195) والأطفال الحاملين لسمات اضطرابات نمائية أخرى ( 45) ، وتتراوح أعمار الأطفال ما بين (2 الى 12 سنة ) وقد تم جمع المعلومات من مناطق جغرافية مختلفة ( شمال _ وسط _ جنوب ) بكل من دولتي الجزائر وتونس، في الفترة ما بين فيفري الى اوت 2024 ، وباعتماد المنهج الوصفي التحليلي والرزم الإحصائية.
وقد تم استخدام معامل الفا كرونباخ للتأكد من ثبات النتائج المتحصل عليها بعد الدراسة الاستطلاعية، وتوصل البحث الى أن معدل الثبات الكلي للمقياس على البيئة الجزائرية التونسية قد بلغ 99 وهو مستوى ثبات عال يعزز فعاليته كأداة تقييم وتشخيص لاطفال التوحد واضطرابات النمو العصبي وتقييم المهارات العمرية لاطفال النمو الطبيعي واوصت الدراسة بتدريب المختصين في البلدين عليه وتعزيز استخدامه.
ماهو البروفايل النفسي التربوي؟
يعتبر الملف النفسي التربوي الفردي – الإصدار الثالث (PEP-3) _ أداة تقييم مهارات للأطفال الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد تم تصميمه لتقييم نقاط القوة والضعف في التعلم المميزة للأطفال حاملي سمات طيف التوحد والاضطرابات النمائية المشابهة.
يوفر الملف معلومات تخص مستويات المهارات النمائية، بالإضافة إلى معلومات مفيدة للتشخيص وتحديد درجة الاضطراب، يجمع التقييم معلومات من مصدرين مهمين ومتكاملين ، المصدر الأول هو مقياس معياري موحد يجعل من الممكن تقييم تطور مهارات التواصل والمهارات الحركية بالإضافة إلى تقييم السلوكيات غير التكييفية لدى هؤلاء الأطفال المصابين بالتوحد أو غيره من الاضطرابات النمائية الشاملة (TED) أو المشتبه في إصابتهم بها.
أما المصدر الثاني فهو إجراء غير رسمي يعرف ب ( تقرير ولي الامر ) يقدم فيه الآباء أو المربون معلومات مفيدة عن أطفالهم للتقييم تخص مهارات الاستقلالية والسلوك التكييفي والمشاكل السلوكية وبالتالي يمكن القول أن التقييم ضمن هذا البروفيل هو مزدوج بين المختصين والاباء.
ومن الضروري الإشارة إلى أن هذه الدراسة تندرج ضمن محاولات جمعية فرح المستمرة من أجل النهوض بوضعية أطفال التوحد وتوفير المناخات الملائمة لوضعياتهم.
ولم تنفك هذه الجمعية تبحث عن البدائل والسبب الممكنة من أجل جعل حياة هذه الفئة أهون، وذلك عبر مواطبة كل التطورات التي يشهدها العالم في هذا الخصوص.
“قف على ناصية الحلم وقاتل” كلمات للشاعر محمود درويش تختزل مشيرة الجمعية وبعضها من جهودها وهي التي آلت على نفسها أن تكون سندا لأطفال التوحد وأن تنخرط في البحث العلمي وكل ما من شأنه أن يعود بالنفع عليهم.