في وصلة اعتراف وعرفان شهدتها أشغال الدورة السابعة والعشرين من منتدى رياليتي الدولي حضر الديبلوماسي والسياسي الطاهر صيود رغم الغياب.
في أفريل الماضي رحل صيود تاركا وراءه مسيرة حافلة امتدت على عقود تقلد خلالها مسؤوليات جسيمة حملها بثبات وإيمان عميق بدور تونس في فضائها المتوسطي.
لم يكن صيود مجرد إداري أو مفاوض تقني، بل كان مهندسًا استراتيجيًا لموقع تونس في علاقاتها الخارجية، لا سيما مع الاتحاد الأوروبي.
وكان قد أسهم بشكل محوري في صياغة اتفاق الشراكة بين تونس والاتحاد الأوروبي سنة 1995 وكان أحد مهندسيه وهو ما جعله حاضرا في كلمة رئيس منتدى رياليتي الدولي الطيب الزهار.
وقد ناقش الدورة الجديدة من منتدى رياليتي الدولي الشراكة بين تونس والاتحاد الأوربية بعد مرور ثلاثين سنة على توقيعها ولامست حدودها ورسمت ملامح جديدة لهندستها في ظل المتغيرات التي يشهدها العالم.
ثلاثون عاما من التعاون، والحوار، والمشاريع المشتركة، ومن المراجعات والتطلعات المتجددة تجلت في ملامح النقاشات وتبادل الأفكار ضمن الجلسات التي تطرقت إلى الاقتصاد والتعليم والمناخ والهجرة وغيرها من المواضيع.
جلسات المنتدى استهلها رئيس المنتدى بالاعتراف بمجهودات رجل الدولة الطاهر صيود الذي يعد من رواد هذه الشراكة وأحد مهندسي اتفاق الشراكة، والذي لم يتوقف أبدًا عن تأكيد أهمية مواكبة الاقتصاد التونسي لكل التحولات.
وقد تحدث الزهار عن رجل الدولة الذي شارك في مختلف مراحل المفاوضات التونسية الأوروبية وكان مؤمنا بعمق بالفضاء المتوسطي، ومدافعا شرسا عن شراكة تونسية أوروبية عادلة، ومسؤولة، وشاملة.
ولم يفوت الفرصة للحديث عن تولي الراحل الطاهر صيود منصب رئيس اللجنة العلمية للمنتدى الدولي لرياليتي لسنوات طويلة.