أن تغرد خارج السرب مقاومة، أن تتحدى كل العراقيل مقاومة، أن تخلق من العدم وجود مقاومة، أن تحافظ على رؤيتك المتفردة مقاومة، أن تتحرر من الأشكال الاستعمارية الحديدة مقاومة.
والمقاومة في وجوهها الكثيرة تتجلى في الدورة السادسة لمهرجان الفيلم القصير بالكاف، دورة منسوجة من تلوينات الاختلاف تخوض في القضايا الراهنة وتمد الجسور مع الآخر لتتبدى الهويات والخلفية المتعددة.
تصور مختلف ومغاير يقطع مع الارتهان للناجحين والممولين ويحاول رغم الصعوبات رسم ملامح مهرجان يشبع القائمين عليه في تحررهم من القيود والحدود وفي بحثهم عن فضاء كوني إنساني يجمع كل المختلفين على أعتاب الفن السابع.
وفي مدينة الكاف، سيكافينيريا التي تخلق في ثناياها معاني كثيرة للمقاومة والصمود وتروي في تفاصيلها حكايات عن الحب والفن تشكلت ملامح مهرجان القصير الذي اختار القائمون عليه الأفلام بحرص وعناية لتتواءم مع فلسفته ومع النقاشات التي تصير على هامشه.
خيارات سينمائية تراوح بين الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة منها والقصيرة والتي تروي حكايات عن الإنسان وعن الأرض وعن الحق وعن الحرية في تونس وفي بلدان مختلفة من العالم.
على امتداد أربعة أيام من 12 إلى 15 أكتوبر الحالي مثل فيلم القصير بالكاف موعدا سينمائيا متجذرا في الهوية العربية الإفريقية مؤمنا بحرية الإنسان وحقه في تقرير مصيره وفي أرضه وفي الحياة.
أكثر من 40 فيلما بين أفلام روائية ووثائقية منها بالخصوص أفلام تُعنى بقضايا الإنسان عموما وبقضايا المرأة وحقوقها خصوصا، من تونس والجزائر والمغرب وسوريا وغانا وجنوب افريقيا والسينغال ورواندا والكاميرون والكونغو الديمقراطية والنيجر وبوركينا فاسو.
وفي هذه الدورة التي تأتي في ظرف استثنائي عنوانه المقاومة الفلسطينية تابع الجمهور في 15 فيلما روائيا و9 أفلام وثائقية و8 أفلام ضمن قسم “كلمات نساء” و9 أفلام ضمن قسم “نظرة أخرى” توزعت عروضها على مسرح الجيب ومركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف.
إلى جانب الأفلام القصيرة، كان رواد المهرجان على موعد مع “الغابة المقدسة” لعبد الله شامخ ضمن قسم “نظرة أخرى” كما شهدت الدورة عرض 45 فيلما تم اختيارها رسميا ضمن مهرجان “موبايل فيلم فيستيفال أفريكا” في دورة جوان 2023.