ينتظم مهرجان 20/27 في نسخته الثانية في الفترة الممتدة من 24 إلى 26 جانفي في فضاء سينما ريو بشعار “عدالة إنسانية! كرامة للجميع!”.
ويسعى هذا المهرجان إلى أن يكون فضاءً للحوار والنقل المعرفي، حيث يتقاطع الفن مع الفكر النقدي والالتزام، في مساحة للنقاش والتأمل الجماعي حول العنف الإمبريالي و النيوليبرالي العالمي، وفق بلاغ صادر عن هيئة المهرجان.
للعام الثاني على التوالي، “يواصل المهرجان نهجه النضالي في الاحتفاء بإرث لينا بن مهني، أيقونة الثورة التونسية، في الذكرى الخامسة لرحيلها عن عالمنا.”
وتنطلق فعاليات المهرجان يوم الجمعة 24 جانفي ،على الساعة الثالثة بعد الظهر بلقاء أدبي تديره الصحافية ريم بن رجب لمحاورة الكاتب والناشر رجائي موسى.
وستركز الندوة على الكتابة النسوية والملتزمة، وأشكال المقاومة في الأدب العربي المعاصر، بالإضافة إلى مسألة استحواذ السوق الحرة على قطاع النشر.
في المساء، سيكون الافتتاح الرسمي بحفل موسيقي تحييه الفنانة روضة بن عبد الله وفرقتها الموسيقية، تكريمًا للينا بن مهني والراحل ياسر جرادي، الحاضران دائما في التزامهما وانتصارهما للقضايا العادلة.
كما يشهد الافتتاح عرض أربعة أفلام وثائقية قصيرة أنجزها المشاركون والمشاركات في المدرسة النسوية لينا بن مهني، بإشراف المخرجة يسر القاسمي، بطريقة “الميزانية المحدودة”.
في اليوم الثاني من المهرجان، أي السبت 25 جانفي، على الساعة الثالثة بعد الظهر ، تقدم الصحفية هيفاء ذويب الكتاب الجماعي “فهم العدالة الاجتماعية من منظور نسوي: سرديات في مقاومة الرأسمالية” من تأليف المشاركات والمشاركين في مدرسة لينا النسوية وإشراف ريم بن رجب وهندة الشناوي.
مع الساعة السادسة مساءً، يتم تخصيص الأمسية لمناقشة موضوع “الثقافة والمقاومة في سياقات الإبادة الجماعية والاستعمار”. تشارك في الندوة المناضلة الديكولونيالية حورية بوثلجة والفيلسوفة التونسية سمية المستيري والصحفي والمناضل ياسين نابلي. ستكون هذه الجلسة فرصة لمناقشة القراءات السياسية والفلسفية الحالية لضيوفنا الثلاثة حول منظومة الهيمنة الإمبريالية وعلاقتها بالعنصرية والاستبداد.
بالتوازي مع حلقات الحوار اليومية والعروض الفنية المميزة، تشمل أنشطة مهرجان 20/27 ورشات عمل تفاعلية في المسرح والكتابة والسيادة الغذائية. حيث، ستأطر كل من منى بن الحاج زكري ومي شكري ورشة مسرح “سأزرع شجرة كرز في بطني”، وستركز الورشة على تجارب اللا-أمومة والتوترات التي تثيرها مقارنة بالتصورات السائدة حول “الجسد الوظيفي”.
أما الكاتب والناشر رجائي موسى، فسيقدّم ورشة كتابة “كيف نبني السرد؟”، والتي ستتيح للمشاركات والمشاركين اكتشاف أشكال سردية جديدة ونقدية. كما ستقود د. ليلى الرياحي وغسان رقّيقي ورشة حول السيادة الغذائية وقضايا البيئة، مع تسليط الضوء على العلاقة بين الإيكولوجيا، العدالة الاجتماعية، وتقرير المصير.
اليوم الثالث والأخير من المهرجان سيكون يومًا فنّيا بامتياز حيث ستقدم مدرسة لينا بن مهني النسوية عرضًا حيًا بعنوان “نعم، العالم جميل ولكنه ليس لطيفا” بمشاركة أربعة مؤديين تم تدريبهم داخل المدرسة تحت اشراف أمان الله عتروس وهو فنان متعدد التخصصات.
انطلاقًا من الساعة السادسة، سينطلق الحفل الاختتام للمهرجان لتعزيز الرسالة النضالية التي يحملها منذ إنشائه ولتكريم ذكرى وارث لينا و الصادق بن مهني من خلال عرض فيديو تسجيلي لشهادات الجيل الجديد حول لينا الانسانة والناشطة والأيقونة ومن ثم حفل موسيقي للفنان مازن بن مبروك.
من خلال الجمع بين الفن والتفكير النقدي، يهدف مهرجان 20/27 إلى تعزيز فضاءات حرة ومناضلة من أجل الكرامة والعدالة. استمرارًا لإرث لينا بن مهني، يهدف المهرجان إلى إحياء قيم المساواة والحرية والتضامن، مع الحفاظ على الشعلة الثورية التي لابد أن تبقى مزروعة في أجيال المستقبل.