قال رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين زياد دبّار إنّه تمّ تسجيل ما لا يقلّ عن 212 اعتداء ضدّ صحفيين طالت 92 صحفية و145 صحفيا في الفترة الممتدّة بين 15 أكتوبر 2022 و15 أكتوبر 2023 .
وأكّد دبّار في كلمة افتتاحية ألقاها في ندوة انتظمت في العاصمة بمناسبة إحياء اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة ضدّ الصحفيين، أمس الخميس، تواصل تواتر الاعتداءات ضدّ الصحفيين وإحالتهم على خلاف المرسوم 115 المتعلق بحرية الصحافة والطباعة والنشر قائلا “لازلنا نقاسي من إحالة الصحفيين على خلاف المرسوم 115″.
وأشار إلى أنّ وحدة الرصد الموجودة صلب نقابة الصحفيين تعتمد منهجية واضحة وقواعد تحترم المبادئ الدولية وأنها تراقب وترصد منذ سنة 2017 حتى الإحالات على معنى المرسوم 115 لاعتبار ذلك انتهاك واعتداء صارخ في حق الصحفيين.
وفي هذا الجانب أضاف أنّ الانتهاكات تواترت وتواصلت بإحالة الصحفيين على قانون المرسوم 54 وقانون مكافحة الإرهاب ومجلة الاتصالات والمجلة الجزائية بعيدا عن المرسوم 115 المنظّم لعمل المهنة.
وقال إنّه وبالرغم من تطوير البرامج لعمل مركز السلامة المهنية في علاقة بالتعامل القضائي وتنظيم دورات مشتركة وشراكات استراتيجية مع قضاة ووزارة الداخلية وكذلك مع محامين لازالت الاحالات على خلاف المرسوم 115 متواصلة، مذكّرا في هذا الجانب بالصحفيين خليفة القاسمي وياسين الرمضاني المحالين على معنى قانون مكافحة الإرهاب والمرسوم 54 وشذى بالحاج مبارك التي قال عنها إنها لا تتمتع بالحد الأدنى من المحاكمة العادلة .
من جانبه قال مدير مكتب الإعلام والاتصال والناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية فاكر بوزغاية “إنّ وسائل الإعلام تعتبر شريكا فاعلا لمؤسسات الدولة وفعاليات المجتمع المدني لانجاح مسار الانتقال الديمقراطي والنسق الإصلاحي الذي تعيشه تونس اليوم وإنّ اشتراكها مع قوات الأمن الداخلي في العمل على تحقيق هذا الهدف يدعو الجانبين إلى بذل المزيد من الجهد من أجل الفهم المتبادل والتعاون المثمر الذي يدعم الجهود الرامية لمكافحة الجريمة بمختلف اصنافها وإشاعة الأمن والاستقرار بكافة البلاد”.
وأشار إلى أنّ وزارة الداخلية واعية بأهمية هذه العلاقة وشرعت منذ مدّة في تنفيذ إصلاحات رامية إلى تكريس منظومة الأمن الجمهوري شملت إصلاح الهياكل والقوانين والتكوين إلى جانب تحسين وتطوير وسائل العمل.
كما عملت الوزارة ، وفق بوزغاية، على ربط علاقات تعاون بنّاءة مع عدد من المنظمات والهيئات الأممية والدولية لتنفيذ جملة من المشاريع الهادفة إلى إصلاح المنظومة الأمنية والتأسيس لعلاقة أساسها الثقة والتعاون بين رجل الأمن و قوى المجتمع التي من بينها وسائل الإعلام.
وقال «إنّ هذا التعاون الذي ساهم فيه ممثلون عن الوزارة وخبراء دوليين والنقابة الوطنية للصحفيين وهياكل في مجال الإعلام والإتصال قد أدّى إلى ترسيخ ممارسات محمودة في التعامل بين الأمنيين والصحفيين ووضع ضوابط التعامل بين الطرفين» .
كما تطرّق إلى العمل المبذول لفائدة أعوان الأمن مركزيا وجهويا في مجال حقوق الإنسان وحقوق الصحفيين وأمنهم، مؤكّدا على ضرورة احترام الأمني الحق في التعبير والتصوير وسعي وسائل الإعلام في الحصول على المعلومة ولا يمنعه من ممارسة مهامه وفق ما يقتضيه القانون والتراتيب النافذة خاصة فيما يتعلق بسريّة الأعمال والأبحاث والتحقيقات.
وقال “إن العمل الإصلاحي يحتاج إلى طول نفس لتتحقق أهدافه”، مؤكّدا انّ الوزارة ليس لها سياسة ممنهجة للعنف ضدّ الصحفيين ولن تدّخر أي جهد من أجل مراقبة سلوك أعوانها والتصدّي للتجاوزات وانتهاكات حقوق الانسان واتخاذ كافة التدابير الترتيبية المناسبة تكريسا لمبدأ عدم الإفلات من العقاب.
أمّا مستشار الإعلام والاتصال بمكتب اليونسكو بالمنطقة المغاربية ليم مينغ كوك فقد أبرز أن الأرقام المسجّلة لدى مرصد اليونسكو لجرائم قتل الصحفيين تفيد باغتيال 1600 صحفيا في الفترة الممتدة بين 2006 و2022.
وقال إنّ المعدل العالمي للإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين يبلغ 86%. ممّا يجعل العمل الصحفي في خطر ويهدّد حرية التعبير.
كما لفت إلى أنّ منظمة اليونسكو وللتصدي للافلات من العقاب تطالب بصفة دورية بالاطلاع على مدى تقدّم التحقيقات والأبحاث القضائية حول الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين.
وتمّ خلال اللقاء الاستماع إلى كلمة رئيس نقابة الصحفيين الفلسطينيين ناصر ابوب بكر وممثلين على مكتب شمال إفريقيا لمنظمة المادة 19 سلوى الغزواني والرئيس بالنيابة لمكتب مفوّضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان بتونس نضال الجردي والذين تمحورت مداخلاتهم حول الأوضاع في غزّة وجرائم القتل التي استهدفت الصحفيين هناك.
وخلال الجلسة الأولى تمّ التطرّق إلى الآليات الأممية و آليات الرصد والدعم القانوني والوقائي المتعلقة بمكافحة الإفلات من العقاب في حق الصحفيين أمّا الجلسة الثانية فقد تمحورت حول التشريعات التي تغذّي الإفلات من العقاب في تونس.
المصدر: وات
39