قالت الفنانة الموريتانية نورة منت سيمالي إن حلمها منذ الصغر إيصال الموسيقى الموريتانية إلى العالمية وإكساؤها ثوبا جديدا يتماهى فيه التقليدي والعصري.
وتحدثت، في لقاء مع رياليتي أون لاين إثر عرضها على ركح مهرجان الحمامات الدولي، عن تأثير والدها الذي تجلى في موسيقاها التي تتتشبث بالموروث الموسيقي الموريتاني وتنفتح على موسيقات أخرى على غرار الروك والبلوز.
وأشارت إلى أن والدها أستاذ موسيقى درسها في العراق وله أذن موسيقية عصرية وقد جلب آلات عصرية إلى موريتانيا، الأمر الذي أسهم في تكوين شخصيتها الفنية التي تظهر بها اليوم ومكنتها من أن تجوب أركاحا عالمية.
في أسرة فنية ممتدة في هويتها الموريتانية ومقبلة على التجديد نشأت الفنانة الموريتانية وهي من أسر “إيكاون” التي تتوارث الفن وتسعى إلى حفظ الخصوصيات الموسيقية للمجتمع الموريتاني، وفق حديث نورة منت سمايلي.
ولأنها من أسر “إيكاون” لا تغني فقط وإنما تعزف أيضا على “آردين” الآلة الموسيقية الموريتانية الصرفة التي لا توجد في مكان آخر في العالم وهي خاصة بالنساء ويقابلها عند الرجال آلة “تيدينيت”.
وفي ما يخص هذه الآلة، أشارت نورة منت سمايلي إلى أنها تكتسب بعدا روحيا وأنها تكمل المغنيات فهي جزء من تاريخهم وهويتهم وهي محبوبة عند الموريتانيين، على حد تعبيرها.
كما أعربت الفنانة التي تقدم عرضا في تونس للمرة الثانية بعد عرضها في المعهد الفرنسي ضمن تظاهرة جو تونس عن إعجابها بالجمهور التونسي الذي وصفته بالطيب والمحبوب وذي الطاقة.
وتحدثت أيضا عن إطلاق ألبومها “الأشوار” شهر سبتمبر المقبل، وأشوار جمع شور وتعني الأغنية التقليدية، حسب حديث نورة منت سيمالي.
وعلى ركح مهرجان الحمامات الدولي تعالت اللهجة الحسانية في أرجاء المسرح بصوت الفنانة نورة منت سمايلي التي عزفت أيضا على آلة “أردين” التقليدية وهي آلة خاصة بالنساء الموريتانيات.
كما استعادت أغنية “ريشة” للفنانة الموريتانية الراحلة ديمي منت آب والتي غنتها الفنانة منى منت دندتي على ركح مهرجان قرطاج في نسخته الواحدة والخمسين سنة 2015.
“محمدُُ” و “هببب” و” غزلان”، “الدحميس” وغيرها من الأغاني التي تحمل في تفاصيلها الكثير عن ثراء الموروث الموسيقي الموريتاني صدحت بها حنجرة نورة منت سمايلي على إيقاع موسيقى أوجدها كل من الجيش ولد شغالي على الغيتار الكتريك وعصمان توري على الباص وماثيو تيناري على الدرامز.
وفي مسرح الحمامات قدمت المغنية والشاعرة والملحنة الموريتانية موسيقى تستلهم ملامحها من تقاليد محيطها وتعانق الحداثة لتخلق مزيجا من الموسيقى الروحية والبلوز والموسيقى الحسانية والروك وغيرها من التلوينات الموسيقية التي تحاكي امتداد الصحراء.
على إيقاع الموسيقى الحسانية الموشحة بتلوينات أخرى تفاعل جمهور الحمامات ورقص في المدارج وهتف وصفق فيما أطلقت نورة منت سيمالي العنان لصوتها الذي يحاكي امتداد الصحراء.
وكعادته يلفت جمهور مهرجان الحمامات الدولي لتغازله الفنانة الموريتانية قائلة ” أحببتُ جمهور الحمامات”، معربة في سياق متصل عن شكرها للشعب التونسي الذي وصفته بالطيب عن حسن الضيافة.