في الذاكرة حُفظت بعض جينيريكات المسلسلات والأفلام مكانتها وصارت موسيقاها سلاحا نتحدى به الزمن ذلك أنها تتعتق بمرور السنوات لتصير ملاذا ومينا سلام نهرع إليه حينما تثقلنا سودانية الواقع.
جينيريك البداية، الواجهة الأولى لأعمال تلفزية نستحضرها إلى اليوم ونستشرف أسماءها مع بداية النوتة الأولى ذلك أن تفاصيلها مطرزة بعناية وإتقان يجعلانها جزءا لا يمحى من ذاكرتنا.
من هذا المنطلق شكل الفنان ربيع الزموري ملامح عرض “نوستالجيا” الذي صافحه الجمهور يوم 24 جويلية على ركح مهرجان قرطاج الدولي وحمله إلى ماض جميل عبر ثنايا موسيقى تغازل الخيال وتتفتّح على إيقاعها أبواب الذاكرة.
هو عرض موسيقي يقدم أشهر جنريكات الأعمال الدرامية والسينمائية التي خلقها
ربيع الزموري، يعزفها الأوركستر السيمفوني التونسي بقيادة المايسترو محمد بوسلامة بمشاركة الفنانين درصاف الحمداني، ووليد التونسي، وأيمن الأعتر، ومنال عمارة، وآمنة فاخر، ومهدي العياشي، وأحمد الرباعي، وكوثر الباردي، وجلال الدين السعدي، ولبنى نعمان، وعفاف العوني، وعبير دربال، ووليد سلطان، ومريم جدو.
هي ليست مجرد موسيقى نستمع إليها ونتقابل أو نصفق أو نردد الكلمات المرافقة لها إن وجدت، هي جزء منا، من نشأتنا، ومن حكاياتنا، ومن ذكرياتنا التي لن تغادرنا ما حيينا، هي كل تلك اللحظات الجميلة التي التأم فيها الشمل أمام التلفزيون وعلت فيها القهقهات لموقف كوميدي وشابها التأثر لمشهد ما.
على أوتار الحنين يعزف ربيع الزموري وكل الموسيقيين والمغنين المرافقين له ليوجدوا عرضا موجها إلى أجيال مختلفة ويستحضروا أمسيات اجتمعت فيها العائلات بتفاصيلها، بروائحها وأطعمتها وأصواتها..
صيد الريم، يوميات إمرأة، ناعورة الهواء، كمنجة سلامة، فرحة عمر، بعض من الجينيريكات التي تم اختيارها ليصدح فنانون تونسيون بكلماتها على إيقاع توزيع موسيقي يكتسي روحا أخرى معمدة بالنوستالجيا.