“هجان”، فيلم سعودي للمخرج أبو بكر شوقي ينهل من تفاصيل البادية ومن سباقات الجِمال لرسم ملامح قصة تصور البيئة البدوية على سجيتها وتمرر رسائل مارقة عن الزمن تلامس المحبة والحرية والصراعات الأزلية بين الخير والشر.
للحديث عن هذا الفيلم السعودي بروح عربية تعانق العالمية، التقت رياليتي أون لاين فريق العمل من مخرج وبعض الممثلين الذين استعرض تجربتهم في هذا العمل المفعم بالجماليات في مختلف عناصره.
في هذا السياق قال المخرج المصري أبو بكر شوقي إنه كان يتمنى صناعة فيلم عن سباق الجمال وأتيحت له الفرصة، مشيرا إلى أن الفيلم يستمد جمالياته من البيئة البدوية.
وأضاف أن المعالم الاستيتيقية للمناطق البدوية تزخر بالشاعرية في تمظهرات مختلفة وفيها قصص كثيرة حاولنا تضمينها في الفيلم الذي تظهر فيه بعض العناصر الفلكلورية.
وفيما يتعلق برسالة الفيلم، قال محدثنا” من خلال قصة “مطر” الذي لم يرد أن يخوض سباقات الهجن في البداية رغم تعلقه بناقته “حفيرة” إلا أنه وجد نفسه في ما بعد في الميدان.. هي رحلة كفاح من أجل الحرية.
من جهتها قالت الممثلة السعودية شيماء الطيب إن الرسالة من هذا الفيلم هي أن “الحب ينتصر”، مشيرة إلى أن المخرج إنساني جدا الأمر الذي جعله يستنطق الحب الصمت بين الإنسان والحيوان.
وعما شدها في شخصبة “سارة” التي تؤديها في الفيلم، قالت إنها انجذبت إلى شموخها وأصالتها وفكرتها بوالديها التي كانت تدفعها دائما في مساراتها المهنية وإن داخلها إمرأة بدوية أرادت أن تفسح لها المجال للتعبير.
وعن أقوى المشاهد التي صورتها، استحضرت مشهد النهاية الذي تواجه فيه موت “جاسر” (عبد المحسن النمر) وتختلط فيه مشاعر الفرح لنهايته والجزع من الصورة، قائلة انها تعرضت إلى ركلة من الجمل قبل دقائق من تصويره وإنحالة الخوف حينها جعلتها جاهزة لأداء المشهد.
أما الممثل السعودي عبد المحسن النمر فقال إن فيلم “هجان” يحمل الهوية السعودية في مفرداته بمحتوى يصلح لأي زمان ومكان، مشيرا إلى أن دوره في الفيلم محفز لما فيه من مساحات مركبة نفسيا وتقنيا وقد نجح في خلق مفارقة بين كره الشخصية وحب المؤدي.
وأشار النمر إلى أن مكان التصوير أهّل الممثلين للاحتكاك بأبناء البيئة وتكوين صداقات سريعة جدا معهم وهو ما نعكس على التفاصيل من لغة الجسد والنظرات وردود أفعال الشخصية.
وتطرق إلى رحلة البحث عن الشخصية التي انطلق من النص الذي شارك فيه مفرج المجفل ابن البيئة نفسها وصولا إلى رؤية المخرج الذي يستعمل لغة سينمائية تحاكي كل اللغات المختلفة.
من جهته قال الطفل عمر العطوي أنه قبل المشاركة في فيلم هجان الذي يعد تجربته السبنمائية الثانية لأن شخصية “مطر” قريبة من شخصيته فهو يركب الإبل منذ ثمانية سنوات حينما كان عمره سبع سنوات.
كما أشار إلى أنه متعود على ركوب حفيرة ناقة ابن عمه التي شاركت معه في التمثيل سابقا وأن من يحيد ركوب جمله يجيد ركوب بقية الجمال، المهم أن يفهمها ويجيد التعامل معها ويسيطر على انفعالاتها.
وأعرب عن رغبته في المواصلة في مجال التمثيل بعد هذه التجربة التي كان مرتاحا فيها على مستوى التعامل مع الممثلين والمخرج أبو بكر شوقي.
في المقابل قالت الممثلة تولين بربود أن ما شدها إلى شخصية “مجد” في الفيلم أنها تمثل وسط التمثيل وتلعب دور الولد وتتنكر للمشاركة في سباقات الهجن.
ولفتت إلى أن التعامل مع الجمال كان صعبا للغاية على اعتبار أن شخصيتها عنيدة لكن بعد محاولات أصبحت تتقبلها ومرت الأمور بسلاسة في أول مصافحة لها معها.
وعن المشاهد الصعبة والتي تركت فيها أثرا، أشارت إلى المشهد الذي تشارك فيه في سباق الهجن وتنزل اللثام لتكشف عن شخصيتها كأنثى حينما فازت بالسباق.
فيما قال الممثل عزام النمري إن “هجان” يتميز بأنه استعرض أصالة البيئة بكل تفاصيلها وسط قمة الانفتاح، مضيفا ” هذه رؤيتنا لا نريد أن ننسلخ عن ثقافتنا ونحن متفتحون على كل الثقافات.
وتابع بالقول ” أنا وشخصية “غانم” نلتقي عند الشعر وهذا ما ساعدني في أنسنتها والولوج أكثر إلى أعماقها.. وحضورها في الفيلم ليس عابرا أو هامشيا بل هي مؤثرة على غرار بقية الشخصيات وهو ما يدل على الورق الجيد للفيلم”.
وأضاف ” كل شيء في فيلم “هجان بقدر وميزان تدور من حوله الأحداث، فشخصية غانم مثلا هي المحرك الأساسي ودافعه للانتقام.. هي إحدى تفاصيل حتمية انتصار الخير على الشر تجلت بوضوح”.