بكل نفاق يندد ساسة البلدان الغربية بالجانب الفلسطيني في الحرب الدائرة اليوم بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي، ويتحدثون عما يسمونه إرهابا فلسطينيا والحال أن ما حدث فجر السبت 7 أكتوبر لم يكن إلا الانفجار الطبيعي جرّاء إرهاب دولة إسرائيل على مرأى ومسمع من يسمون أنفسهم “العالم تاحر”.
يتحدثون عن “إرهاب فلسطيني” والحال أن التاريخ القديم والحديث يشهد أن اليهود لم يقع اضطهادهم أبدا كما اضطهِدوا على يد الغربيين.
فمن يبحث اليوم عن اضطهاد المسلمين لليهود في غوغل لا يجد شيئا، بينما يعثر على مثل هذه الحقائق حول اضطهادهم من قِيَل الغرب:
“كانت معاداة السامية في أروبا ذات صغبة دينية في القرون الوسطى(…) فقد حمّلوا الشعب اليهودي مسؤولية جماعية عن قتل يسوع. كما ورد في دليل كلية بوسطن لمسرحية الآلام «على مر الزمن، بدأ المسيحيون يقبلون أن الشعب اليهودي ككل مسؤول عن قتل يسوع. وفقًا لهذا التفسير، فإن اليهود الذين كانوا حاضرين موت يسوع المسيح والشعب اليهودي ككل ارتكبا معًا، وإلى الأبد، خطيئة القتل الديني اليهودي أو «القتل الإلهي». على مدى 1900 سنة من التاريخ المسيحي اليهودي، أدت تهمة القتل الديني اليهودي إلى الكراهية والعنف ضد اليهود وقتلهم في أوروبا وأمريكا».
(…)
“وقد بلغ الاضطهاد ذروته الأولى خلال الحملات الصليبية. في الحملة الصليبية الأولى (1096)، (فقد) دُمرت،على نحو تام، مجتمعات نامية على نهر الراين والدانوب، وتُعد مذابح اليهود في الراين من الأمثلة الرئيسية على ذلك. في الحملة الصليبية الثانية (1147)، تعرض اليهود في فرنسا لمذابح متكررة. تعرَّض اليهود أيضًا لهجمات من حملات الرعاة الصليبية في سنتي 1251 و1320. تلت الحملات الصليبية عمليات طرد، بما في ذلك في عام 1290، إذ طُرد جميع اليهود الإنجليز، وفي عام 1396 طُرد نحو 100,000 يهودي من فرنسا، وفي عام 1421 طُرد الآلاف من النمسا. فرّ كثيرون من اليهود المطرودين إلى بولندا”.
أما اضطهاد اليهود على أيدي النازية فحدث ولا حرج وليس في حاجة إلى التذكير به..
يبقى سؤال إلى المسؤولين في قناة الجزيرة: لصالح من تبثون وتعيدون لقطات معزولة تظهر فيها تجاوزات فردية لشباب فلسطيني دافعه إليها فرط الانتشاء بالانتصار على عدو طالما استضعفهم وقتّل ذويهم؟
42