استضاف معهد الصحافة وعلوم الأخبار، صباح اليوم الإثنين، الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح، مراسل قناة الجزيرة، في إطار مبادرة “سفراء الجزيرة” التي ينظمها معهد الجزيرة للإعلام. وتهدف هذه المبادرة إلى تقديم تجربة واقعية لطلبة المعهد من مختلف المستويات الأكاديمية حول تحديات مهنة الصحافة في مناطق التوتر والنزاع.
ألقى الدحدوح كلمة تحدث فيها عن تجاربه كصحفي يغطي الأحداث من قلب المعركة، مما أتاح للطلبة فرصة فهم التحديات المستقبلية التي قد تواجههم في مهنة المراسلة الصحفية. وقد حضر اللقاء كل من الدكتورة حميدة البور، مديرة معهد الصحافة وعلوم الإخبار، ومدير مكتب الجزيرة لطفي الحاجي، والإعلامية سلمى الجمل، حيث رافقوا الدحدوح إلى المدرج بالمعهد أين عقد اللقاء مع الطلبة…

صورة من الملتقى بمعهد الصحافة
استهل وائل الدحدوح مداخلته، متحدثا عن وجود تغيرات في العالم، مشيرا إلى أن قاطرة التغيير قد انطلقت وأول محطة لهذا التغيير هي قطاع الإعلام الذي يتميز بقوة التأثير والسحر مؤكدا أنها ليست مجرد وظيفة فهي تتجاوز ذلك بكثير. وإن من أهم ما يجب تغييره هو مفاهيم الصحفي وتغيير قناعة الوظيفة لأن مفهوم الوظيفة بالنسبة للصحفي يمنعه من تحقيق الحلم المنشود وترك بصمتة الصحفية، فالكيان المحتل لا يكترث بـ”الصحفي الموظف”. فما يخشاه النظام الإسرائيلي هو أن يكون هنالك نموذج صحفي ملهم وقد عمل الاحتلال الإسرائيلي بكل إمكانياته لطمس هذا النموذج كي لا يعمم.
و أكد أن تحقيق التغيير يتطلب تضحيات وتكلفة غالية، مشيرا إلى أن هنالك حولي 150 صحفيا استشهدو خلال 8 أشهر في الحرب الاخيرة على قطاع غزة وتعني هذه الأرقام أن الحصيلة كبيرة جدا، موازنة بعدد الصحفيين الذين استشهدوا خلال حرب الفيتنام مثلا التي امتدت على مدى 20 سنة توفي خلالها قرابة 70 صحفيا..

وئل الدحدوح
وأشار الدحدوح إلى قيمة ودور الصحفي الفلسطيني والعربي وأكد أن الصحافة هي مهمة ورسالة إنسانية متسائلا في حال لم يوجد الإعلام الفلسطيني وقناة الجزيرة كيف كان سيصل للعالم صوت الفلسطيني …وكان من الممكن للكيان المحتل من إبادة كل السكان ودفن الحقيقة دون يستمع أحد..
وصرح لطفي الحاجي، وأحد المشاركين في الملتقى، بأن وائل الدحدوح اختار تونس لتكون وجهته الأولى دون بقية الدول، معبرا عن فخره بهذا الاختيار ومدى الدعم الذي تقدمه قناة الجزيرة لهذا القرار. وأكد الحاجي أن وائل الدحدوح واجه تحديات لم يواجهها أي صحفي آخر في العالم وفق تعبيره.
وفي تصريح لريالتي أون لاين، قال الدكتور الصادق الحمامي، الباحث في علوم الإعلام والاتصال وأستاذ بمعهد الصحافة، إن زيارة وائل الدحدوح لمعهد الصحافة تعكس التضامن الحقيقي للشعب التونسي تجاه القضية الفلسطينية. وأضاف الحمامي أن من النادر أن نجد شعبا تظاهر وندد بالقضية الفلسطينية كما فعل الشعب التونسي.
وأشار الحمامي إلى أن الرمزية الثانية في زيارة الدحدوح تكمن في ممارسته للصحافة الميدانية، التي تم التقليل من شأنها في تونس مقابل هيمنة الكرونيكور في التلفزيونات التونسية…
من جانبه، أفاد مهدي الجلاصي، نقيب الصحفيين السابق، بأن زيارة صحفي بقيمة وائل الدحدوح إلى تونس هي شرف كبير، وتعتبر رد اعتبار لمهنة الصحافة بعيدا عن الممارسات اللاأخلاقية. كما شاركنا تجربته محمد فراس كواش طالب بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار وأكد بأن رسالة الدحدوح قذ وصلت بوضوح، رسالته المشيرة الى الجانب القيمي للمهنة، والتحديات والصعوبات التي يواجهها الصحفي، كما أفاد الطالب بانها مبادرة قيمة تدعو لأهمية الابتعاد عن التفكير الروتيني والنظرة إلى الصحافة كوظيفة فقط.
تعد زيارة وائل الدحدوح إلى معهد الصحافة وعلوم الإخبار بمثابة فرصة لطلبة معهد الصحافة للتأكيد على أهمية الصحافة الميدانية وأخلاقيات المهنة في نقل الحقيقة من قلب الأحداث.
مريم حكيمي