ألقى وزير الصحة مصطفى الفرجاني، خلال حضوره الجلسة الافتتاحية للنسخة العاشرة للمنتدى الدولي للصحة الرقمية بعنوان “الذكاء الطبيعي والذكاء الاصطناعي في خدمة المريض”، الضوء على التحولات العميقة التي يشهدها القطاع الطبي بفضل الرقمنة وتطور الذكاء الاصطناعي.
واعتبر الفرجاني، أن دمج الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة لم يعد مجرد مفهوم مستقبلي بسيط، مشيرا إلى أن الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي تتيح اليوم تحسين دقة التشخيص، وخاصة في التصوير الشعاعي للثدي والكشف المبكر عن السرطان.
وفي سياق متصل، أشار إلى أن “الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتجاوز في بعض الأحيان الخبرة البشرية، خاصة في التشخيص المبكر للسرطان، والأمر هنا لا يتعلق بمجرد فرضية بل بحقيقة جلية”، مؤكدا أهمية مواءمة الممارسات الطبية مع التقنيات الجديدة.
ولم يفوت الوزير المناسبة للإشادة بجهود الفرق التونسية في تطوير برمجيات الذكاء الاصطناعي في مجال التصوير الطبي، مؤكدا أنه “بفضل هذه التطورات، يمكننا تحسين فرص نفاذ سكان المناطق الداخلية للرعاية الصحية والحد من عدم المساواة في الصحة”.
وفي سياق متصل، تحدث عن رقمنة الملفات الطبية، مشيرا إلى أنه قد تمت حوسبة 95% من المستشفيات التونسية في الوقت الذي يشكل فيه الانتقال إلى إدارة بلا أوراق تحديا كبيرا.
ومن بين التطورات الأخرى في المجال الصحي بعث نظام لتتبع الأدوية باستخدام رمز الاستجابة السريعة، بالتعاون مع سفارة الولايات المتحدة الأمريكية، مما يمكّن من مكافحة التزوير والسوق الموازية مع ضمان توفر أفضل للأدوية.
وأضاف الوزير أن حوسبة إدارة المستشفيات والمالية العامة تشكل دعامة أساسية لتحسين الشفافية وترشيد الإنفاق على الصحة.
وأكد مصطفى فرجاني الحاجة لإطار صارم ومقاربة أخلاقية، قائلا ” الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون في خدمة مهني قطاع الصحة لا أن يعوضهم”.
وفي مواجهة هذه التحديات، دعا الوزير إلى التعاون بين الباحثين والأطباء والمهندسين لضمان الاستخدام المسؤول للتكنولوجيات الجديدة.
كما ألقى الضوء على المبادرات التي تم تتويجها خلال منتدى رياليتي للصحة الرقمية والتي تشجع على تطوير حلول مبتكرة في مجال الصحة الرقمية، مشددا على أن تغيير النظام الصحي التونسي يتطلب تبن مدروسا ومحكم للتطورات التكنولوجية.