توفي صباح اليوم الجمعة 26 فيفري 2025، نور الدين حشاد، نجل الزعيم التونسي الراحل فرحات حشاد، عن عمر يناهز 80 عامًا. وقد أعلنت ابنته عن وفاته عبر حسابها الشخصي على موقع فايسبوك. وسيتم تشييع جثمانه يوم غد السبت في جزيرة قرقنة مسقط رأس العائلة.
حياته
وُلد نور الدين حشاد في 22 جويلية 1944 في صفاقس، وهو الابن الأكبر للزعيم الوطني فرحات حشاد الذي اغتيل في 5 ديسمبر 1952 على يد المخابرات الاستعمارية الفرنسية. ترعرع في ظل غياب والده، وكان له دور كبير في تحمل مسؤولية عائلته منذ صغره. أكمل دراسته في تونس قبل أن ينتقل إلى باريس، حيث حصل على شهادة الباكالوريا ثم درس التاريخ واقتصاد السياحة في جامعة السربون.
تخرج نور الدين حشاد من جامعة نيس في فرنسا بشهادة دكتوراه في التاريخ، وكرس حياته للبحث في تاريخ والده، الذي عمل على جمع آلاف الوثائق المتعلقة بمسألة اغتياله.
مسيرته المهنية والسياسية
حياة نور الدين حشاد المهنية كانت متعددة المجالات؛ فقد شغل عدة مناصب في المجال السياحي، وبرز في المجتمع المدني حيث انتخب كاتبًا عامًا للشبيبة المدرسية في بداية الستينات. ثم ترأس الجمعية التونسية لسياحة الشباب وأصبح عضوًا بارزًا في النقابات.
في المجال السياسي، عمل نور الدين حشاد في عدة مسؤوليات، منها والٍ على المهدية في السبعينات، حيث استقال بعد أحداث الإضراب العام 1978 بسبب رفضه إعطاء إذن للشرطة بإطلاق النار على المتظاهرين. كما كان نائبًا في مجلس الأمة التونسي في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات.
عمل أيضًا في الدبلوماسية حيث شغل منصب سفير تونس في عدة دول، مثل بلجيكا، الجزائر، إيطاليا واليابان، وأدى دورًا مهمًا في تمثيل تونس على الساحة الدولية. وكان له حضور مميز في جامعة الدول العربية وفي تنظيم المنتدى الاقتصادي العربي الياباني.
إسهاماته الثقافية والمجتمعية
أدى نور الدين حشاد دورًا محوريًا في الحفاظ على إرث والده، حيث أسس “مؤسسة فرحات حشاد” لتنظيم وترتيب الوثائق المتعلقة بحياة والده، وأطلق جائزة فرحات حشاد للكرامة الإنسانية. كما كان له دور كبير في دعم قضية شهداء وجرحى ثورة 2011، حيث قدم مقترحات لتأمين حقوقهم.
رحلة مستمرة من البحث عن العدالة
ظل نور الدين حشاد ملتزمًا بتحقيق العدالة بشأن اغتيال والده، حيث رفع العديد من القضايا ضد السلطات الفرنسية لتسليط الضوء على الحقيقة التاريخية المتعلقة باغتيال فرحات حشاد. وقد أظهر إصرارًا في الدفاع عن حق العائلة في معرفة تفاصيل تلك الجريمة التي اعتبرها “جريمة حرب”.
الحياة الشخصية
تزوج نور الدين حشاد من أنيسة الماطري، ابنة الزعيم الوطني محمود الماطري، ولهما ابنان.
رحم الله الفقيد، الذي ظل طوال حياته يكرس جهوده للحفاظ على إرث والده ومبادئه في النضال من أجل العدالة والكرامة الإنسانية.