خبر موت معلب يتنقل بين صفحات التواصل الاجتماعي كقبلة مسمومة، ينشر بلا تحقق، بنشوة السبق الكاذب، هذه ملامح إشاعة وفاة الفنان التونسي وليد الصالحي أمد الله في أنفاسه.
حسابات وصفحات عديدة نقلت نبأ الوفاة الكاذب بعضها يعود لصحفيين كان المفترض أن يتحروا يتثبتوا من الأمر ملتزمين بأبجاديات العمل الصحفي الذي يتوخى المهنية وأخلاقيات المهنة لا أن يكونوا مدا للإشاعات.
رغم الإشاعة، رغم الكلمات التي دفنته حيا، مازال وليد التونسي بيننا يدحض وفاته الكاذبة التي تمتصّ وجدان العائلة، تُرعب الأصدقاء، وتربك المتلقي.
وهو ليس الفنان الأول والأخير الذي يتوفاه الفايسبوك قبل أجله المحتوم فقد سبقه كثيرون من الفنانين، ومن السياسيين وغيرهم في تجل يكثّف وحشية المنصات الاجتماعية التي باتت تقتات على الفجع والافتراء.
كيف وصلنا إلى هنا؟ إلى حيث تتحول حيوات الناس إلى لعبة قذرة زمن الـ”هاشتاغ” والـ”والبارتاج”، إلى مشاريع جثث رقمية في مناشير مريضة.
من المؤلم حقا أن يُضطر شخص حيّ إلى إثبات أنّه لم يمت فيما يكتفي بعض “القتلة” الافتراضيين بحذف المنشورات وقد يعتذر آخرون ويعترفون بخطيئتهم.
وللموت الافتراضي ضجيج بصمت آذان المنطق وبين ضغطة “نشر” وضغطة “مشاركة”، تنقلب حياة كاملة، ويتشكل مأتم كاذب، في انتظار وضع حد لهذا العبث.