بمناسبة اليوم الوطني للنظافة والعناية بالبيئة، نظّمت الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات بالتعاون مع بلدية منوبة، وبإشراف وزير البيئة الحبيب عبيد، تظاهرة بيئية تحسيسية بقصر قبة النحاس بمنوبة، شهدت الإعلان عن المبادرة الوطنية لتجميع الزيوت الغذائية المستعملة بالمنازل اليوم الخميس 12 جوان 2025.
وتهدف هذه المبادرة إلى الحد من التلوث البيئي الناتج عن التخلص العشوائي من الزيوت، وتحويل هذه النفايات إلى موارد طاقية واقتصادية مستدامة، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
في تصريح إعلامي خلال التظاهرة، أكد وزير البيئة أن التجربة ليست جديدة، إذ سبقتها محاولة نموذجية بمنطقة المروج تم فيها تجميع الزيوت من العمارات والمطاعم، مشيرا إلى توقيع اتفاقية جديدة بين الوكالة وبلدية منوبة وعدد من السكان لدعم هذا التوجه.
كما دعا الوزير إلى تشديد تطبيق القانون المتعلق بمنع استعمال الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، لافتا إلى استمرار انتشارها رغم صدور القانون منذ أكثر من خمس سنوات.
وأشار أيضا إلى مبادرة “جربة بدون بلاستيك” التي تم إطلاقها مؤخرا كمثال على الشراكة الناجحة بين الدولة والسلط المحلية.
88 ألف طن من الزيوت المستعملة سنويا: فرص بيئية واقتصادية
من جهته، كشف بدر الدين الأسمر، المدير العام للوكالة الوطنية للتصرف في النفايات، أن تونس تستورد سنويا قرابة 220 ألف طن من الزيوت الغذائية، تتحول 40% منها إلى زيوت مستعملة، أي حوالي 88 ألف طن سنويًا.
وأشار إلى أن نحو 45% فقط من هذه الكمية يقع تثمينها، في حين يُتخلص من الباقي بشكل عشوائي، مما يُشكل تهديدا بيئيا مباشرا للتربة والمجاري المائية والصحة العامة.
وأوضح الأسمر أن كل طن من الزيوت المستعملة يمكن أن يعود بعائد مالي يتجاوز مليون دينار، إذا ما تم استغلاله لتحويله إلى طاقة نظيفة أو مواد صناعية كالصابون والإضافات الحيوانية.
وأكد على ضرورة تطوير منظومة متكاملة لتجميع هذه الزيوت، مع إرساء نقاط تجميع قريبة من المجمعات السكنية، وتكثيف الحملات التوعوية لتحفيز المواطنين على المشاركة في هذا الجهد الوطني.
تهدف المبادرة إلى تعزيز ثقافة الاقتصاد الدائري، وتحفيز مشاريع ناشئة في مجال التثمين البيئي، وخلق فرص عمل في إطار التحول نحو اقتصاد أخضر ومستدام في تونس.