لامني أحد الأصدقاء بعد ما سماه "زجّي بالنقابيين في الثالوث" الذي حمّلته مسؤولية تحويل أحلام 14 جانفي إلى كوابيس في مقال سابق لي بهذا الموقع.
والحقيقة أني كثيرا ما كنت على خلاف مع النقابيين لأن كل زيادة كانت تفرضها النقابات لفائدة الذين يعملون أدّت دائما وآليا إلى زيادات في الأسعار يكتوي بنارها مَن لا أجرة لهم..
وأنا أحمّل الاتحاد العام التونسي للشغل جزءا هاما من المسؤولية في إجهاض انتفاضة 14 جانفي بمساندته لمن استضعفوا الدولة فور سقوط المنظومة النوفمبرية، وطالبوا بالزيادات والامتيازات والترسيمات مما اضطر الحكومات المتعاقبة إلى التداين لتلبية تلك المطالب .وكان ذلك طبعا على حساب المنتفضين الحقيقيين. والنتيجة اليوم أن كل تونسي مدين للخارج بما لا يقل عن 10 آلاف دينار..
لقد حاولت دولة الاستقلال القضاء على العقلية القبلية لكن معشر النقابيين عوضوها بقبلية أخرى اسمها قبلية الفئات الاجتماعية..والنتيجة: ويل لمن يمس فردا من هذه القبيلة أو تلك!
أما عن هذه المصائب فحدث ولا حرج:
الكهرباء "بوبلاش" لقبيلة الستاغ..
والماء "بلّوشي" لقبيلة الصوناد..
والنقل مجانا لقبيلة شركات النقل..
وهلمّ امتيازات ما أنزل الله بها من سلطان…
وما دفاع الاتحاد عن المؤسسات العمومية الفاشلة إلا دفاع عن "المسمار في الحيط".. وعن التكركير.. وعن سوء التصرف.. وآن الأوان من زمان ليدرك النقابيون أنهم "كرهونا في أرواحنا"..