تتتالى منذ أربعة أيام الإيقافات حيث نبات على أنبائها وونُصبِح .إيقافات بطريقة لا تختلف في شيء عما كانت عليه قبل 2011إذ يقول محامو بعض المُـوقَـفين وذووهم أنها تمت دون إفادتهم بأسبابها ودون سابق إعلام حتى يتهيّأ المعنيون بها نفسيا وماديا كحمل أدويتهم معهم مثلا وئجنب حدوث كوارث أخرى مثل التي حدثت في السابق حين توفي بعضهم في مراكز الأمن أو الإيقاف جرّاء عدم تمكنهم من تناول أدويتهم..
والمقلق إلى أبعد حد أن هذه الإيقافات تشمل في نفس الوقت ثلاثة أصناف:
بعض الذين كان يفترض أنهم في السجن من زمان..
بعض السياسيين المعارضين للسلطة الحاكمة..
مدير إذاعة خاصة عُرفَت بعض برامجها بمعارضة السلطة..
وهذا من شأنه إحداث بلبلة لدى الرأي العام.
و"كل هؤلاء" الذين أسألهم هم -بالإضافة إلى الماسكين بالسلطة- هؤلاء الذين نصّبوا أنفسهم -أو نصّبوهم، لا أدري- كرونوكيرات في بعض المنابر الإعلامية للدفاع عن الرئيس قيس سعيد "ظالما ومظلوما"، ناسين أو متناسين أن المرحوم ابن علي ساهم في إسقاطه من كانوا مثلهم يبخلون على وليّ نعمتهم بالنقد البنّاء حين يكون ظالما.
وبعض هؤلاء صاروا ناطقين باسم السلطة عوضا عن المؤسسات الرسمية حيث تراهم يقدّمون أسباب إيقاف زيد أو عمرو.. بل ويخصّ بعضهم وسيلة الإعلام التي تشغّله بسبق الإعلام عمن سيقع إيقافه قريبا..
إن ما يحدث اليوم يذكّر أبناء جيلي بالإيقافات العشواء التي أقدم عليها الرئيس المصري المرحوم أنور السادات ذات "خريف غضب" كما سمّاه محمد حسنين هيكل.. ورجائي كل رجائي ألاّ نشهد في تونس ما أعقب تلك الحملة في مصر..