في جمّال، تحديدا زاوية قنطاش رسم الثنائي غسان قاسم وطلال الدين أيوب ملامح مشروع ثقافي بحاكي تجربتها في الفعل الثقافي والفني ويزين ملامح المكان بفضاء يستوعب بذرات الفن المنتشرة في أركانه.
"مركز فنون" تجسيد حق للامركزية الثقافية وخطوة لدمقرطة الثقافة والفنون لتكون حقا للجميع حيثما كانوا وهو نتاج لعمر من البحث والتجريب في هذا المجال ومحاولة لتلبية صوت الانتماء داخلهما لعلهما يتركان أثرا ويسهمان في التغيير غدا.
زادهما الخيال والشغف، شكل الثنائي قضاء رمزيات تتماهى فيها فنون كثيرة لم يحدّوها بألف التعريف ولامها ووشحاه بشعار "تخيل" بما يحمله من رمزيات ودلالات وبما فيه من إمدادات للحرية والتحرر من كل قيد وحد.
تحربة غسان قاسم القادم من المجال السمعي البصري إذ درس في المدرسة العليا للسمعي البصري والسينما وعمل في قنوات تلفزية عديدة كما خبر المسرح وخشبته في تياترو توفيق الجبالي تماهت مع تجربة طلال أيوب المخرج والممثل المسرحي الذي درس لمعهد العالي للفنون المسرحية بتونس وأسس مشروع مسرح الشارع لتخلق حراكات ثقافية فنيا في مدينة جمّال.
قاعة سينما مغلقة منسية دخلها الثنائي محملين بالحياة فقدت فضاء نابضا بالأمل وباعثا على الحلم، فضاء حيثما وليت وجهك داخله تطالعك الفنون سينما ومسرح وموسيقى وغيرها، فضاء فتح أبوابه اليوم بعد
أن تجهز بالتقنيات اللازمة لممارسة الإبداع.
"فنون" مركز ثقافي فني سيكون وجهة شباب الجهة والمناطق المجاورة ومتنفسا لهم وملاذا من الواقع المغشى بالسواد وفيه أنشطة كثيرة تراوح بين القراءة والشطرنج والرسم والسينما والمسرح والموسيقى وغيرها من الفنون التي اتخذت أشكالا أخرى في عصر التكنولوجيات الحديثة.
مولود ثقافي جديد يرى النور ويصدح فيه صوت ياسر جرادي بالغناء في افتتاح مشحون بالحماس والديناميكية ومحمل برسائل كثيرة يتردد من بين ثناياها "على هذه الأرض ما يستحق الحياة".
يسرى الشيخاوي