"إنسانيات"، منتدى دولي في العلوم الانسانيّة والاجتماعيّة، وهو فضاء يجمع باحثين من مسارب مختلفة ويتيح لهم فرصة النقاش والحوار والتفكير بأكثر من لغة تحت لواء الخطاب العلمي الأكاديمي.
وهذا المنتدى ينطوي على بعد تشاركي وتفاعل ويسمح للجمهور بالتعادل مع الباحثين والجامعيين والمشرفين والفنانين المشاركين فيه والحاملين لتحارب مختلفة تمتد من دول الشمال إلى دول الجنوب.
هو أيضا محاولة لإيلاء العلوم الإنسانية والاجتماعية المكانة التي تستحقها في منظومات التعليم والبحث وبيان أهميتها في المجتمع وفسحة للنظر في التاريخ الراهن وما فبه من قضايا وأزمات وحركات تغيير.
و"إنسانيات" من تأسيس جامعات منوبة وتونس المنار وتونس والمجتمع ذو الاهتمام العلمي للشرق الاوسط والعوالم الاسلامية ( GIS ) ومعهد الابحاث عن المغرب المعاصر (IRMC) وجماعة البحث في الشرق الاوسط والعوالم الاسلامية( SEMOMM ) ومؤسسات علمية وثقافية اخرى وجمعيات اكاديمية.
في مدينة الثقافة وفي جامعة منوبة تدور فعاليات المنتدى على امتداد خمسة أيام من 20 إلى 24 سبتمبر 2022 ستشهد ملتقى علميا متعدد الاختصاصات موضوعه "أزمات" ومحاضرات وموائد مستديرة ولقاءات عن البحوث الجارية في مختلف فروع العلوم الانسانيّة والاجتماعيّة والاطروحات المتميزة التي عالج فيها أصحابها رهانات كبرى في التاريخ الراهن ولقاءات تتناول الانسانيّات الرقمية واللغات ونشر المعارف وما تقدّمه العلوم الانسانيّة والاجتماعيّة للمجتمعات.
هذه الفعاليات يشارك فيها كتّاب ومثقفون ومبدعون وجامعيّون وستشمل أيضا ورشات للباحثات والباحثين الذين يعدّون أطروحات في مختلف فروع العلوم الانسانيّة والاجتماعيّة ومعرضا للمنشورات الجديدة في العلوم الانسانيّة والاجتماعيّة وتظاهرات فنيّة وثقافية على غرار مهرجان سينما بالمكتبة السينمائية وعروض موسيقية.
واعتبرت رئيسة منتدى "انسانيات" الدكتورة جهينة غريب، في ندوة صحفية انعقدت اليوم، ان نجاح تونس في احتضان وتنظيم منتدى "انسانيات" الذي يبلغ عدد ضيوفه ما يقارب الفا وخمسمائة شخص من باحثين، جامعين ومثقفين تونسيين، وعرب وأجانب يؤكد أن تونس عاصمة للعلوم الإنسانية والاجتماعية.
وأشارت إلى أن المنتدى يكتسي بعدا دوليا غير مسبوق في الندوات المتعلقة بالعلوم الإنسانية والاجتماعية، مؤكدة أن مؤسسي المنتدى والمساهمين فيه يؤمنون بالإنسان ويهتمون بمشاكله وبالمخاطر التي تهدد البيئة ويؤمنون بأن الحلول جماعية.
وأضافت أن المنتدى يقوم على أهداف تتخطى اللقاءات بين الباحثين وخلق دوائر نقاش إلى تشبيك العلاقات بين الطلبة والباحثين والجامعيين من تونس ومن خارجها وإلى تبيان أهمية العلوم الإنسانية في تكوين الأجيال.
من جهتها، لم تخف رئيسة هيئة البرمجة والتنظيم في منتدى "انسانيات" الدكتورة قمر بن دانة سطوة الهاجس البيداغوجي لتكون الدورة التأسيسية للمنتدى فضاء للتفكير والتساؤل والتأويل.
ومن هذا المنطلق تشكلت ملامح البرمجة التي تتضمن 21 محاضرة و250 ورشة بحث و41 مائدة مستديرة و16 دورة تكوينية، وفق حديث بن دانة التي أكدت ترسيخ المنتدى للثقافة الرقمية والتواصل بين الأجيال وبين اللغات.
وقال رئيس الهيئة العلمية الدكتور هشام الريفي إن منتدى إنسانيات يعنى بالإنسان المفكر والمتكلم والمتعلم والمجتمع بما فيه من بنى وعلاقات، مشيرا إلى أنه يطرح المتغيرات والأزمات في الزمن الراهن.
ومن بين المحاور المطروحة للنقاش، وفق الريفي، "الفكاهة في زمن الكوفيد"، و"الإرث والميراث"، و"فضاءات الثقافة زمن الاستعمار" وغيرها من المواضيع التي تستدر النقاش وتمثل أرضية خصية للبحث والتفكير.
وفي المنتدى تحظى الصين بحضور لافت عبر بحوث مختلفة وسيشمل النقاش الهجرة واللجوء والتهجير وسيخوض في تنقل العلماء والمفاهيم والتنقل في السينما والأدب ومواضيع أخرى لها علاقة بالزمان والمكان، حسب حديث الريفي.
وقالت رئيسة لجنة القيادة الدكتورة شيراز العتيري خلال الندوة الصحفية ان الدورة التأسيسية لمنتدى "انسانيات" ولدت كبيرة على مستوى المحتوى والموضوع على اعتبار أن العلوم السياسية والاجتماعية تهم المواطن.
وأضافت العتيري أن المشاكل والانشغالات اليوم تتجاوز السياق الأكاديمي في وضع ما بعد جائحة كورونا وفي سياق جيوسياسي يشهد أزمات وحراكا اجتماعيا وسياسيا، مشيرة إلى أن المنتدى فضاء للحوار والنقاش بخصوص الأزمات والتحديات التي تواجه الإنسان والمجتمعات.
وهذا المنتدى الذي يمثل فضاء لتشبيك العلاقات بين مختلف الحاضرين في فعاليته جاء بميزانية تقدر ب470 الف دينار، وفق حديث العتيري التي نوهت بدور الأساتذة والطلبة المتطوعين في تنظيم "انسانيات" ودعم الشركاء والمستشهرين وانخراطهم الجاد في مشاغل تتبنى أطروحات حيوية عن البيئة، والهجرة وغيرها من القضايا الاجتماعية والفكرية الراهنة والحارقة.