في سن الـ 41 عامًا، أعلن الأسطورة السويسري روجيه فيدرر يوم الخميس 15 سبتمبر وبقرار ”حلو ومر“ أنه سيعتزل لعبة التنس بعد كأس لايفر المقررة الأسبوع المقبل في لندن، بعد أن حقق 20 لقبًا كبيرًا في بطولات الـ ”غراند شلام“، وترك بصمة لا تُمحى في تاريخ كرة المضرب.
وبعد أقل من شهر على إعلان الأمريكية سيرينا ويليامز اعتزالها، وهي علامة فارقة وأسطورة أخرى في عالم الكرة الصفراء، دقت ساعة الرحيل بالنسبة لفيدرر في حقبة تجتاح فيها الملاعب موجة جديدة من اللاعبين الشبان الموهوبين.
وقال فيدرر في بيان نشره عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي: ”كأس لايفر الأسبوع المقبل في لندن، ستكون آخر مشاركة لي في بطولات إيه تي بي“.
وأضاف النجم السويسري الذي لم يشارك في أي دورة أو بطولة منذ إقصائه أمام البولندي هوبرت هوركاش في ربع نهائي بطولة ويمبلدون عام 2021 بسبب إصابة في الركبة: ”سألعب المزيد من التنس في المستقبل بالطبع، لكن ذلك لن يكون في بطولات غراند شلام أو في دورات المحترفين“.
وأردف المصنّف أول عالميًا سابقًا والفائز بـ 103 ألقاب في مسيرته: ”إنه قرار حلو ومر لأنني سأفتقد كل شيء أعطتني إياه الملاعب. ولكن في الوقت نفسه، هناك الكثير للاحتفال به“.
واعتبر فيدرر نفسه ”أحد أكثر الناس حظًا على وجه الأرض“، موضحًا في بيانه: ”لقد مُنحت موهبة مميزة للعب التنس ورفعتها إلى مستوى لم أتخيله أبدًا ولفترة أطول بكثير مما كنت أعتقد“.
وأقرّ النجم السويسري بأن جسده الذي يئن تحت وطأة المعاناة من الاصابات المتكررة، لم يعد قادرًا على تحمل قسوة الرياضة الأحب إلى قلبه بعد أكثر من 1500 مباراة في غضون 24 عامًا.
ودوّن فيدرر اسمه بأحرف من ذهب في سجلات الكرة الصفراء عندما تخطى الرقم القياسي للنجم الأمريكي بيت سامبراس مع 14 لقبًا في البطولات الأربع الكبرى، بفوزه بلقب ويمبلدون عام 2009، في حين كان في سجل الإسباني رافائيل نادال 6 ألقاب كبرى، مقابل لقب للصربي نوفاك ديوكوفيتش.
ولكن، مقابل تراجع حصاد فيدرر في بطولات ”غراند شلام“ بدءًا من عام 2010، تقدم منافساه في الترتيب، وتوالى فوزهما بألقاب البطولات الأربع الكبرى على مدار العقد التالي، على الرغم من عودة فيدرر إلى سكة الانتصارات في عامي 2017 (أستراليا وويمبلدون) و2018 (أستراليا).
وتساوى نادال مع فيدرر في عدد الألقاب الكبرى (20 لقبًا) عقب فوز ”الماتادور“ ببطولة فرنسا المفتوحة في عام 2020، فيما انضم ديوكوفيتش إلى النادي الثلاثي بعدما توج بثلاث بطولات كبرى خلال موسم رائع في 2021.
غير أن نادال كان أوّل من فك الارتباط مع منافسَيه بفوزه بلقبي أستراليا ورولان غاروس الفرنسية هذا العام رافعًا رصيده إلى 22 لقبًا كبيرًا، فيما انفرد ديوكوفيتش بالمركز الثاني بفوزه هذا العام أيضًا في ويمبلدون للمرة السابعة (21 لقبًا كبيرًا).
ويعيش عشاق الكرة الصفراء الذين يقفون خلف كل من ”الثلاثة الكبار“ في محيط الجدل الدائر حول هوية اللاعب الذي سيخرج في النهاية من العصر الذهبي لتنس الرجال متربعًا على القمة. فعدد الألقاب الكبرى ليس هو العامل الوحيد لتحديد ترتيب اللاعبين في قائمة الأعظم، ولكنه يستخدم بشكل متزايد كمقياس للتصنيف.
ولأن الأرقام لا تكذب، كما يُقال، وفي حين أن السجلات وحدها لن تروي أبدًا القصة كاملة، فقد يكون أسلوب فيدرر الأنيق مع مرور الوقت، أكثر من إنجازاته، هو الذي يميزه عن أقرانه.
ومع مغادرة فيدرر ملاعب الكرة الصفراء، تنحصر معركة الأفضل بين نادال، البالغ 36 عامًا، وديوكوفيتش الذي يصغره بعام، في حين ترك الأسطورة السويسري بصمة لا تُمحى في الرياضة ضامنًا مكانته في التاريخ.
(المصدر: أ.ف.ب)