انتقد وزير الشؤون الإجتماعية مالك الزاهي في تصريح لموزاييك الجدل الذي أثير حول المساعدة المالية الأمريكية المقدرة بـ 60 مليون دولار والموجّهة لأبناء العائلات الفقيرة ومحدودة الدخل لمجابهة مصاريف العودة المدرسية، مع ما راج من "شائعات'' بأنّ هذه المساعدات ستقدّمها الولايات المتحدة بشكل مباشر عبر اليونيسيف.
ونفى الزاهي ما تمّ تداوله في هذا الخصوص، معتبرا أنّ "أطرافا تصطاد في الماء العكر وتعمل لصالح أجندا سياسية معروفة" هي التي تقف وراء هذا الجدل، حسب تصريحه.
وأكّد أنّ هذه المساعدات ستوزّع من قبل وزارة الشؤون الإجتماعية عبر الهيئة العامة للنهوض الإجتماعي من خلال فروعها المحلية والأخصائيين الإجتماعيين، وذلك ضمن برنامج الأمان الإجتماعي الذي أعدّته الدولة التونسية للنهوض بالفئات الهشة والعائلات الفقيرة ومحدودة الدخل.
وقال ''لا من دولة تمن على تونس وتلغي دورها وتقدّم مساعدات مباشرة… هذه المساعدات تكون دائما عبر مؤسسات الدولة وفي هذه الحال وزارة الشؤون الإجتماعية والهيئة العامة للنهوض الإجتماعي''
وتابع ''من رمى نفسه للخارج ممنوع يعطينا دروسا في الكرامة (…) لن تثنينا كل المحاولات الفاشلة لإنجاح المسار"، مشددا قوله: '' التعاون الدولي ليس بجديد في تونس وفي العالم..ولكن بشروطنا وبرامجنا وأفكارنا الخاصة".
وأشار إلى أنّ تونس أعدت برنامجا وطنيا لدعم الفئات الهشة والعائلات المعوزة بالتعاون مع دول صديقة على غرار ألمانيا والولايات المتحدة والمنظمات الدولية العريقة مثل اليونيسيف''.
وسيمتد برنامج المساعدات المذكور على 11 شهرا، وستواصل الدولة بعد ذلك تنفيذ هذه المساعدات على ميزانيتها الخاصة و يأتي ذلك ضمن برنامج الاستثمار في رأس المال البشري الذي يستهدف الأطفال من أبناء العائلات المعوزة ومحدودة الدخل، وفق الزاهي.
وأشار إلى أنّه تمّ توسيع قاعدة الأطفال المشمولين بهذا البرنامج ليشمل أبناء العائلات المعوزة ومحدودة الدخل الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و18 سنة على حد تعبير الوزير الذي بين أنه تمّ الترفيع في المنحة من 50 إلى 100 دينار لكل الأطفال ودون سقف، وفق تأكيد الوزير.
وقد نشرت السفارة الأمريكية في تونس بيانا يخص الإعلان عن منحة بقيمة 60 مليون دولار لشبكة الأمان الاجتماعي المتعددة الأطراف تحت إشراف اليونيسيف، وذلك من قبل القائمة بأعمال السفارة وقد نشرت القائمة بالأعمال بالنيابة بالسفارة الأمريكية بتونس ناتاشا فرانشيسكي ووزير الشؤون الاجتماعية مالك زاهي ونائبة مساعد مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ميغان دوهرتي والمنسق المقيم للأمم المتحدة أرنو بيرال والممثلة بالنيابة لمنظمة UNICEF بتونس سيلفيا تشياروتشي.
وهذه المنحة مبادرة لتقديم الدعم المباشر للأطفال والعائلات المحدودة الدخل في جميع أنحاء تونس. ستقدم حكومة الولايات المتحدة تحويلات نقدية مباشرة إلى 305.000 أسرة ذات أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و 18 عامًا، وستقدم أيضًا دعمًا ماليًا بمناسبة العودة المدرسية لأكثر من 420.000 طفل.
تأتي هذه الالتزامات بالإضافة إلى البرامج الأمريكية الجارية التي تدعم المجتمع المدني التونسي والقطاع الخاص في إطار سعيهما لتعزيز الديمقراطية وبناء مستقبل اقتصادي مزدهر لجميع التونسيين، وفق البيان.
ووفق نفس البيان دائما "ستواصل الولايات المتحدة الوقوف إلى جانب الشعب التونسي من خلال شراكتنا الطويلة الأمد و التي تركز على تعميق تعاوننا الأمني ، وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع ، وتعزيز الازدهار الاقتصادي على المدى الطويل".