من الصعب قياس كمية الثلوج المتساقطة مقارنة بكيفية قياس كمية الأمطار المتساقطة، كما أنه من الصعب ترجمة كمية التساقط الثلجي الى كميات مطرية.
ونظرا لعدم تجانس عمق الثلج وكثافته فإن من الصعوبة بمكان تقدير حجمه رغم أهمية هذا الأمر بالنسبة لعلماء الهيدرولوجيا. وتستخدم مسطرة مدرجة لتقدير عمق الثلوج في عدة مواضع لإعطاء المتوسط العام لسمكه في منطقة ما، وتستخدم قوائم مثبتة بشكل دائم ذات تدرج واضح في المناطق التي تتعرض لتساقط الثلوج بشكل دائم. بحيث يستدل منها على سمك الثلوج.
ولكن الامر المهم بالنسبة للمختصين في مجال الهيدرولوجيا ليس سمك الثلوج بقدر ما ينتج عنه من مياه، وللحصول على هذا الأمر فإن الراصد يقوم بإدخال أنبوب معدني داخل الثلج ومن مواقع مختلفة، ويقوم بعد ذلك بإذابته وحساب حجم الماء الناجم من حجم محدد، ثم يتم تحويل هذه الكمية الى ما يعادلها من تساقط مطري، ومن ثمَّ يمكن تقدير حجم المياه التي يمكن الحصول عليها بواسطة التسرب والجريان السطحي بفعل الذوبان.
وقد دلت الدراسات على ان النسبة بين سمك الثلج وسمك الماء تساوي 12: 1. معنى ذلك أن ثلجا بسمك 12 سم (120 ملم) يمكن ان يساوي 1 سم (10 ملم) من الأمطار، وينطبق هذا على الثلج المتساقط فقط.
وتحرص بعض الدول على قياس كمية الثلج المتساقط في المناطق النائية، وتحويل كميته مباشرة الى ما يعادلها من مياه، ويستخدم لهذا الغرض أجهزة خاصة مزودة بحبيبات مشعة لأشعة جاما. مثال ذلك جهاز (cobait 60). ويعمل هذا الجهاز على مبدإ تغير نمط تلقيه لأشعة جاما الناجمة عن الحبيبات المشعة المدفونة في الأرض بجانبه. ويتصل هذا الجهاز بمحطات الرصد المركزية بواسطة جهاز إرسال خاص، يبث مباشرة مقدار تساقط الثلج بمقدار ما يعادل ذلك التساقط من ماء. كما يمكن قياس وزن الثلج مباشرة بواسطة صفائح متصلة بميزان يقيس مباشرة وزن الثلج المتراكم عليها، وبعد ذلك يتم تحويل هذا الوزن الى ما يعادله من ماء وفق معادلات معروفة.
وتستخدم الأقمار الصناعية، التي تعتمد في مسحها على تقنيات خاصة، لتحديد المساحة التي تغطيها الثلوج ضمن أحواض التصريف المائي. وقد تستخدم طائرات خاصة أيضا تقوم بالتقاط الصور الجوية لنفس الغرض.
المصدر: جغرافية الموارد المائية – حامد الخطيب (بتصرف)