أجمع نخبة من الأساتذة المترجمين على أهمية ترجمة الأدب التونسي الصادر باللغة العربية إلى لغات أجنبية للتعريف بالثقافة التونسية والخروج به نحو العالمية.
جاء ذلك في ندوة حوارية بعنوان "الأدب التونسي باللغة العربية والترجمة إلى اللغات الأجنبية"، انتظمت أمس الثلاثاء بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي ضمن فعاليات الدورة الرابعة للمعرض الوطني للكتاب التونسي (4 – 18 فيفري 2023) وذلك بالشراكة مع معهد تونس للترجمة.
اُستُهلّ اللقاء بكلمة لمديرة معهد تونس للترجمة الدكتورة زهية جويرو بالتأكيد على أن الندوة تأتي ضمن قيام المعهد بالدور الموكول له، من ذلك التعريف بالأدب التونسي باللغة العربية لغير الناطقين بها. كما تحدّثت عن جودة الأعمال المترجمة التي يقوم بها الأساتذة المتعاونون مع المعهد.
وأتى الأستاذ بشير قربوج على عدد من تجاربه في الترجمة وأهمها نقله إلى الفرنسية رواية "حدث أبو هريرة قال" لمحمود المسعدي، مشدّدا على أن الترجمة ينبغي أن تكون وفية للنص الأصلي. وتابع قوله: "كنت أقدم لطلبتي نصوصا من رواية المسعدي وكانوا يرون فيها صعوبة في ترجمتها، ولكنني كنت أجيبهم أن من يترجم نصوص المسعدي سيكون قادرا على ترجمة أي عمل يتميز بعمقه وبلاغته مهما بدا صعبا".
كما أكد ضرورة إتقان المترجم للغة الأم وللغة المترجم لها وأن يكون له فهم عميق للنص الأصلي حتى يؤدي المعنى في اللغة الأجنبية.
ويرى الأستاذ محمد القاضي أن المترجم يختار نصا وفق انتظارات القرّاء، مشيرا إلى أن النص المترجم إلى اللغة الأجنبية يجب أن يجد الصدى نفسه لدى القراء كما النص المترجِم.
ولاحظ القاضي أن عدد الروائيين العرب الذين تُرجمت أعمالهم إلى لغات أخرى قليل نسبيا، مقابل ترجمة الروايات الأجنبية إلى العربية. وقال: "لا ينبغي أن ننتظر الغرب لترجمة أعمالنا لأنهم يختارون الروايات التي تعكس الخصوصيات الثقافية للمجتمعات الغربية".
ودعا في مداخلته إلى الاعتناء بالكتاب المترجم والتعريف به ليصل إلى القارئ. كما دعا الملحقين الثقافيين في السفارات التونسيين لإيلاء الكتب التونسية المترجمة الأهمية اللازمة والتعريف بها في الخارج لأن في ذلك تعريفا بالثقافة التونسية.
أما الأستاذ أحمد الصمعي الذي تولى تعريب عدد من الأعمال الروائية والكتب العلمية للكاتب الإيطالي "امبرتو ايكو"، فقد ذكر أن الأمر يختلف في الترجمة من العربية إلى الإيطالية عكس الترجمة إلى الفرنسية. وقد أرجع هذا الاختلاف إلى الاستخدام المزدوج للعربية والفرنسية في تونس على عكس الإيطالية التي تظل مرتبطة عموما بفئة من طلبة هذه اللغة.
أما عن معايير اختيار المترجم للكتب، فقد أفاد أن المترجم يختار كتبا عربية تحوز على رصيد فكري وجمالي ما يجعلها تترجم إلى الإيطالية. وأشار أيضا إلى أهمية الشراكة في الترجمة (الترجمة الثنائية)، مؤكدا أن في ذلك إثراء للنص المترجم ويساهم في إنتاج ترجمة جيدة.
واقترح الأستاذ فتحي نقّة، من جانبه، تنظيم ورشات في الترجمة بالشراكة بين معهد تونس للترجمة والمؤسسات الجامعية التي تدرّس اللغات الأجنبية.
واعتبر أن تجاوز الصعوبات في نقل الكتب الأدبية التونسية إلى لغات أجنبية يكمن في تكاتف الجهود بين المؤسسات الجامعية ومعهد تونس للترجمة.
المصدر: وات
62