اعتبر حافظ شقير، عضو المرصد التونسي للانتقال الديمقراطي والأستاذ المختص في الجغرافيا البشريّة، أنّ النّظام السياسي "أقصى الأحزاب وهمّش الشباب والمرأة"، وهو ما تجلّى في تدنّي نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية، وأفرز عدم تجانس البرلمانيين، ممّا يُعدّ "مؤشرا خطيرا على الفراغ السياسي الذي دخلت فيه تونس، والذي سيغذي تدخل المال الفاسد والولاءات العشائرية، ويطرح تساؤلات حول جدوى انتخاب مجلس الأقاليم"، وفق تقديره.
وبيّن شقير، خلال ندوة صحفيّة عقدها المرصد أمس الخميس، بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ايبارت – مكتب تونس، لتقديم قراءة سياسية-سوسيولوجية لانتخابات 2022-2023 والمترشحين والفائزين، بعنوان "شعوبية بلا شعب»، أنّ «الشعبوية نشأت في ظلّ خواء ديمقراطي جرّاء فقدان الثقة في الأحزاب، وانتهت بخلق فراغ سياسي"، حسب ما خلصت إليه دراسة أعدّها صلب المرصد، واهتمت بمتابعة كل المترشحين للانتخابات التشريعية الاخيرة ونتائجها.
من جهته، صرح محمد الصحبي الخلفاوي، رئيس المرصد التونسي للانتقال الديمقراطي والباحث في العلوم السياسية، بأنّه على عكس ما روّج له رئيس الدولة قيس سعيّد في خطبه وتصريحاته، فإنّ القانون الانتخابي الحالي "أقصى الشباب والمرأة" على وجه الخصوص من المشاركة والبروز في الحياة السياسية، معتبرا أنّ التأكيد على ضرورة تشريك الشباب والمرأة لا يقتصر فقط على جمع التزكيات (نص القانون الانتخابي على أن يكون نصف المزكّين من الإناث، على ألّا يقلّ عدد المزكّين من الشّباب دون سنّ الـ35 سنة عن 25 بالمائة)، بل كان من المفروض أن يتجسد في البرلمان الجديد.
وأضاف أن الدراسة، أظهرت أنّ نسبة وجود المرأة في البرلمان الجديد تناهز 16 بالمائة، في حين لم تتجاوز نسبة الشباب 7 بالمائة بالنسبة الى الفئة العمرية تحت 35 سنة.
ولاحظ أنّ العزوف عن المشاركة في التصويت "ليس جديدا"، لكنّ تراجع نسبة المصوّتين من 50 بالمائة من مجموع الناخبين المسجّلين سنة 2011 إلى 10 بالمائة تقريبا في الانتخابات التشريعية الاخيرة، يدلّ على "المقاطعة" التي تعني "معاقبة" المترشحين ولا تدلّ على "العزوف" الذي يعني عدم الاهتمام بالشّأن السياسي عموما، حسب تقديره.
وقال إن المشروع السياسي الذي يصبو قيس سعيّد إلى تركيزه "دون أفق"، وأن نتائج الانتخابات التشريعيّة أظهرت "محدوديّته وعدم جدواه على أرض الواقع".
أمّا أستاذ العلوم السياسية حمّادي الرّديسي، فقد أكّد في ردّه عن سؤال حول سبب تواصل ارتفاع شعبيّة الرّئيس قيس سعيّد، أنّ "شعب قيس سعيّد لا نجده إلاّ في الخطب "فهو «شعب هلامي وافتراضي" يتفاعل فقط على شبكات التواصل الاجتماعي وخاصّة الفايسبوك، وموجود كذلك في عمليات سبر الآراء"، ملاحظا أنّ هذه "الشعبوية" التي تفتقر إلى "شعب" أنتجت "برلمانا دون صلاحيات"، على حد تعبيره.
المصدر: وات