18 سنة مرت على وفاة شهيد الكلمة الحرة وأحد أبرز ضحايا القمع النوفمبري زهير اليحياوي الذي رحل في مثل هذا اليوم 13 مارس من سنة 2005.
وزهير اليحياوي ناشط ومدوّن تونسي استثمر الفضاء الإلكتروني للمقاومة، ولد في 8 ديسمبر 1967 بقصر حدادة وتوفي في 13 مارس 2005 بتونس العاصمة.
هو شاب غاضب ثائر وتواق للحرية، أطلق سنة 2001 مجلة إلكترونية بعنوان TUNeZINE) في إشارة إلى الاسم الأول للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
هذه المجلة كانت وسيلة الشاب المتحصل على شهادة الماجستير في الاقتصاد، لتحدي بطالته ولاقت صدى حسنا في تونس وفي الخارج إلا أنها أغضبت السلطة حينها.
وعندما نظّم الرئيس بن علي سنة 2002 استفتاءَ للموافقة على حصوله على ولاية رابعة، اقترح الموقع استفتاءه الخاص: "هل تونس جمهورية أم مملكة أم حديقة حيوانات أم سجن؟!!!".
وفيما كانت الشرطة تبحث عنه في شهر جويلية من نفس السنة، نشر الموقع الرسالة المفتوحة التي وجّهها القاضي الذي يرأس محكمة في تونس، مختار اليحياوي وهو عمه إلى بن علي يشجب فيها النظام القضائي.
أول معارضة علنية من قبل قاض نشرها الموقع الذي صار له جمهوره لتكون هذه الخطوة القطرة التي أفاضت دكتاتورية النظام الذي قايض معارضة العم وابن أخيه، بحرمان القاضي من مهنته ومرتبه وحرمان المدون من حريته.
وطيلة فترة سجنه تعرّض زهير اليحياوي للتعذيب، وواصل المقاومة والنضال بأن خاض إضرابا عن الطعام لعرض حقه في العناية الصحية قبل أن يلتفت إليه المجتمع الدولي.
وبعد 18 شهرا من الاعتقال وأكثر من إضراب جوع، غادر زهير اليحياوي سجنه ليعانق الحرية بجسد منهك غزته آثار التعذيب التي أودت بحياته.